قیادی بالجهاد الإسلامی یکشف الأهداف الخفیة لاتفاق التطبیع

أکد عضو المکتب السیاسی لحرکة الجهاد الإسلامی فی فلسطین الدکتور یوسف الحساینة، الیوم الاثنین ، أن ما کشفه وزیر الخارجیة الأمریکی مایک بومبیو، عن إنشاء تحالف بین الإمارات والکیان الإسرائیلی لمواجهة إیران ودول المنطقة، یؤشر بوضوح إلى الهدف الخفیّ لاتفاق التطبیع الإماراتى مع الکیان (اتفاق ابراهام)، والذی سیکون الرابح الوحید منه العدو الإسرائیلی.

وأوضح د. الحساینة فی تصریح له على حسابه "الفیس بوک"، أن "إسرائیل" ستحقق من خلال التطبیع هیمنة أکثر على مقدرات المنطقة، ومواردها وإمکاناتها، وجعله قوة اقتصادیة، وسیاسیة، مرکزیة فی المنطقة تدور فی فلکه کل الکیانات الهشّة والمصطنعة. کما تهدف "إسرائیل" من خلال الاتفاق إلى تسعیر الحروب والخلافات فی المنطقة؛ مما سیؤدى إلى إضعافها وتفککها، ما یسهل إحکام السیطرة علیها، وتمکین الکیان من التجسس والتخریب على دول المنطقة، حیث ستکون فی مرمى أدواته التخریبیة. ورأى د. الحساینة أن الاتفاق سیمکن"إسرائیل" من تکوین وإنشاء تحالفات جدیدة مع کیانات قومیة أخرى، وتحقیق طفرة فی المجال الاقتصادی، بسبب فارق المعرفة، وجودة المنتج، بین الکیان ودول التطبیع التی لا تمتلک مقومات التنافس؛ لاعتمادها على البترول والغاز فقط، فی الوقت الذی بات الکیان فیه منتجا للغاز. کما سیحقق الاتفاق التطبیعی زیادة تغوّل الإدارة الأمریکیة والکیان فی المنطقة، لإحکام السیطرة أکثر على موارد المنطقة، ودفعها لمزید من التآکل لصالح الکیان. أما على صعید القضیة الفلسطینیة، فاعتبر الحساینة أن اتفاق العار، الإماراتی - "الإسرائیلی" فستکون آثاره کارثیة جداً، من خلال اعتباره سابقة "السلام" مقابل "السلام" ولیس الأرض، الأمر الذی سیفتح المجال لمزید من التطبیع مع الدول العربیة. کما سیشکل الاتفاق – وفق د. الحساینة- ضوءاً أخضراً للکیان للمضی فی خطة الضم وتهوید المقدسات، والتنکر للحقوق الفلسطینیة، وسیؤدی لإضعاف الموقف الفلسطینی على الصعید  الدولی والإقلیمی، کونه یشجّع بعض  الدول على نقل سفاراتها إلى القدس. وشدد د. الحساینة، على أن أخطر ما سیهدد القضیة الفلسطینیة، هو مسألة المسجد الأقصى والمقدسات، حیث أن تسمیة  الاتفاق بـ"اتفاق ابراهام" تثیر الشبهة، وتفتح الباب للتساؤلات، وسط مخاوف من إمکانیة اعتباره محاولة لتثبیت مسار "إبراهیم الدینی" الذى أعلن عنه مراراً الرئیس الأمریکی دونالد ترامب ومستشاره کوشنیر وآخرین. ولفت د. الحساینة إلى أن هذا المسار أو "الدین الإبراهیمی" الجدید، الذى یعتبر الأدیان إبراهیمیة، ولیست سماویة، أی ذوبان الأدیان فی هذا الادعاء الجدید حسب فهم "الإنجلیین"، ما یعنى نزع القدسیة عن المقدسات والمعنیّ بها المسجد الأقصى، ومستقبلاً مکة والمدینة (أسرة إبراهیمیة واحدة، ومواطن عالمی یؤمن بوجود مدن دینیة مقدسة). ورأى أن الخطر یکمن هنا على المقدسات الإسلامیة فی القدس، التی تُعتبر حسب الرؤیة الصهیونیة الیمینیة المتطرفة، أنها تحت سیطرتها لکنها تسمح للمسلمین بالصلاة فیها، وهو ما تمارسه "إسرائیل" عملیاً من خلال مخططات التهوید والتقسیم الزمانی والمکانی للأقصى، کما حصل فی المسجد الإبراهیمی فی الخلیل. وقال د. الحساینة:" إن "اتفاق ابراهام" بین الکیان "الإسرائیلی" والإمارات، یحمل الشؤم والخراب والتفجیر للمنطقة بأسرها، ما لم یُفشله الفلسطینیون والعرب والمسلمون، کونه إن نجح -لا سمح الله- سیؤدى إلى نشوء "إسرائیل الکبرى". وأضاف:"بالرغم من کل ما سبق، یبقى رهاننا على انتماء شعوب الأمة لحضارتها وقیمها الإسلامیة والعربیة، ووعیها الجمعی؛ لإسقاط هذا الاتفاق الآثم، ونحن نرى أن کل المؤشرات تدلل على هذا الوعى، رغم موجة الضجیج والخداع التی تستعر فی الأجواء".  وتابع: "نحن إذ نراهن بدایة على وحدتنا، ووعی شعوب الأمة، وأحرار العالم، فإننا على یقین لا یتزحزح، بأن "إسرائیل" ستبقى العدو الحقیقی والمرکزی للأمة، ولکل شرفاء العالم، وما "إسرائیل الکبرى" التی یحلمون بها إلاّ خرافة إلى زوال".




محتوى ذات صلة

3 دول تدعو لاجتماع طارىء لمجلس الأمن حول فلسطين

للمرة الثالثة خلال أيام.... مجلس الأمن الدولي يدعو إلى اجتماعٍ ثالث لبحث التطورات في فلسطين المحتلة.

|

الغارات الصهیونیة متواصلة على قطاع غزة فی أول أیام العید و100 الف یؤدون الصلاة فی الاقصى

تواصل الطائرات الصهیونیة قصفها المکثف والعنیف فی مناطق عدیدة من قطاع غزة فی أول ایام عید الفطر السعید، وفی القدس ادى نحو 100 الف صلاة عید الفطر فی المسجد الاقصى.

|

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

المرشد الإیرانی یؤکد على أهمیة تضامن القطاعات الفلسطینیة وتلاحمها بوجه الاعتداءات الإسرائیلیة، ورئیس مجلس الشورى یدین الجرائم الإسرائیلیة، وعشرات الإیرانیین فی العاصمة طهران یتظاهرون تضامناً مع فلسطین ونصرةً للقدس وغزة.

|