کراکاس: واشنطن لا تستطیع منعنا من بناء علاقاتٍ مع طهران
وزارة الخارجیة الفنزویلیة تدین إعلان فرض عقوبات على الرئیس الفنزویلی، وتقول إن واشنطن لا تستطیع منع کراکاس من بناء علاقات مع إیران.
أکّدت وزارة الخارجیة الفنزویلیة أن العقوبات الأمیرکیة الجدیدة على الرئیس نیکولاس مادورو عدوان جدید على فنزویلا.
وقالت الخارجیة فی بیان لها إن "کراکاس ترفض وتدین أمام المجتمع الدولی العدوان الأمیرکی الجدید، وإعلان عقوبات أحادیة الجانب ضد الرئیس الفنزویلی نیکولاس مادورو، من دون أی سبب کجزء من حملة العدوان المستمرّة ضدّ إیران وفنزویلا ومنظومة الأمم المتحدة المتعدّدة الأطراف". وأکّد البیان أن واشنطن لا تستطیع منع کراکاس من بناء علاقات مع إیران".
وأشار البیان إلى أن "فنزویلا تؤکّد من جدید التزامها المستمر تجاه الأمم المتحدة والتزامها بالقرارات المتخذة بشکل قانونی وجماعی فی إطار هذه المنظمة. کما تؤکد فنزویلا، کدولة مستقلة، أن أی أعمال متعجرفة من جانب حکومة الولایات المتحدة لن تمنعها من ممارسة حقها السیادی فی إقامة علاقات اقتصادیة وتجاریة بحریة مع إیران ومع أی دولة فی إطار الأحکام المنظمة للتجارة الدولیة ".
وأعلنت الولایات المتحدة، أمس الاثنین، فرض سلسلة عقوبات تستهدف خصوصاً وزارة الدفاع الإیرانیة والرئیس الفنزویلی نیکولاس مادورو، وذلک "فی إطار العمل مجدداً بعقوبات الأمم المتحدة، داعیة الدول الأوروبیة إلى الاقتداء بها".
وشملت العقوبات وزارة الدفاع الإیرانیة والخدمات اللوجیستیة المرتبطة بالقوات المسلّحة، فضلاً عن هیئة الصناعات الدفاعیة إضافة إلى أفراد وشخصیات، أما وزیر الخارجیة مایک بومبیو، فأشار إلى فرض عقوبات جدیدة على الرئیس الفنزویلیّ نیکولاس مادورو بسبب علاقاته الوثیقة مع طهران.
من جهته، أکّد وزیر الخارجیة الإیرانی، محمد جواد ظریف، أن بلاده لن تعید التفاوض حول النقاط التی تمّ سابقاً الاتفاق علیها ضمن الصفقة النوویة، مؤکداً فی تصریح أدلى به أمام مجلس العلاقات الخارجیة فی نیویورک عبر الإنترنت، أن إیران تحترم القانون الدولی، فیما واشنطن لم تفعل.
ودعا الرئیس الفنزویلی نیکولاس مادورو العالم لمکافحة "الهیمنة" و"الأفکار الإمبریالیة"، بینما حذّر وزیر الخارجیة الکوبی من "الخطر" الذی تشکّله واشنطن للسلم الدولی، وذلک خلال اجتماع عبر الإنترنت للجمعیة العامة التابعة للأمم المتحدة الإثنین.
وفی خطاب سجّل مسبقاً ندد مادورو، بـ"عالم الهیمنة، عالم الإمبریالیة" وأصر على ضرورة "الوقوف صفاً واحداً" فی مواجهة فیروس کورونا.
وقال مادورو "تدعم فنزویلا عالماً متعدد الأقطاب، ونظاماً متجدداً للأمم المتحدة یعرف کیف یطبّق القانون الدولی ویحمی سکان العالم"، مدیناً انتقادات الولایات المتحدة المتکررة لمنظمة الصحة العالمیة لکن دون أن یسمی واشنطن بشکل واضح. وأضاف "هذا لیس الوقت المناسب لإهانة وتهدید منظمة الصحة العالمیة، الآن وقت الوقوف صفاً واحداً إلى جانبها".
وأکّد مادورو أن "العالم سینتصر العالم مجدداً أمام أولئک الساعین للهیمنة والأفکار الإمبریالیة، وسیکون قادراً على هزیمة الفاشیة الجدیدة".
یذکر أن وزارة الخارجیة الفنزویلیة وصفت فی وقت سابق التقریر الذی أصدره محققون أممیون حول حالة حقوق الإنسان فی فنزویلا، بـ"المضلل" و"الملیء بالأکاذیب".
موقف وزیر الخارجیة الفنزویلیة أتى بعد إعلان عضو البعثة الدولیة المستقلة للأمم المتحدة لتقصی انتهاکات حقوق الإنسان فی فنزویلا بول سایلز، الأربعاء الماضی، بأن "التحقیق بشأن انتهاک حقوق الإنسان فی فنزویلا قد یحال إلى المحکمة الجنائیة الدولیة إذا لم تتمکن سلطات البلد من إجراء تحقیق مستقل وشامل".
ومن المقرر أن یلقی مادورو الأربعاء کلمة أخرى عبر الإنترنت أمام الأمم المتحدة خلال انعقاد الجمعیة العامة، التی لم یشارک شخصیاً فی نشاطاتها منذ العام 2018.
بدوره، انتقد وزیر الخارجیة الکوبی برونو رودریغیز باریا الولایات المتحدة قائلاً "فی الذکرى الـ 75 لتأسیس الأمم المتحدة، تهدد أکبر قوة عالمیة التعددیة والقانون الدولی".
وأضاف أن "السلوک اللامسؤول الذی تنتهجه الولایات المتحدة هو أکبر خطر یواجه السلم والأمن الدولیین". وتابع "یبدو أن الولایات المتحدة تنخرط فی حرب مع الکوکب... وسکانه"، مدیناً "الحصار الاقتصادی والتجاری والمالی" الذی فرضته واشنطن على بلاده.
