باریس: تواجه القوى السیاسیة اللبنانیة الاختیار بین التعافی وانهیار البلد

وأعربت الخارجیة الفرنسیة عن أسفها لأن "المسؤولین اللبنانیین لم یتمکنوا بعد من الوفاء بالتزاماتهم التی تعهدوا بها فی 1 أیلول/سبتمبر"، داعیة إیاهم إلى "التوصل إلى اتفاق - دون تأخیر - على تشکیل الحکومة، والتی سیتعین علیها تنفیذ الإصلاحات اللازمة". وأکدت وزارة الخارجیة الفرنسیة أن باریس "تقف إلى جانب اللبنانیین کما کانت دائماً". وفی وقت سابق من مساء أمس، أعلن رئیس الحکومة اللبنانیة الأسبق سعد الحریری، أنه "قرر مساعدة" رئیس الحکومة المکلف مصطفى أدیب، على "إیجاد مخرج بتسمیة وزیر مالیة مستقل من الطائفة الشیعیة یختاره هو"، فی "مبادرة فردیة" قال إنها "بمعزل عن موقف رؤساء الحکومات السابقین". تصریحات الحریری، أتت فی ظل استمرار الأزمة السیاسیة فی لبنان وعدم التوصل لتألیف الحکومة، والمشاورات التی یقوم بها الرئیس المکلف. وأعلن الرئیس اللبنانی، میشال عون، أمس عدم التوصل إلى حل بشأن وزارة المالیة، وسط ما وصفه بـ"تصلب المواقف"، وقال إن "الحل لیس قریب"، محذراً من أن "وضع لبنان لا یتحمل هدر أی دقیقة حالیاً". وعقب انتهاء المهلة التی حددتها فرنسا لإعلان تشکیل الحکومة، والمشاورات التی یجریها، أعلن الرئیس المکلف أنه اتفق مع الرئیس عون على التریث قلیلاً لإعطاء مزید من الوقت للمشاورات. الرئیس عون کان قد أصرّ على تألیف الحکومة قبل نهایة العام الحالی، لا سیما وأن الصیغ التی ناقشها أطراف الأزمة لم تصل إلى خواتیمها السعیدة فی ظل الاعتراضات المتبادلة علىها. وحذّر قائلاً: "إما النجاح أو الکارثة". الرئیس الفرنسی إیمانویل ماکرون الذی زار لبنان والتقى الفرقاء السیاسیین فی البلاد، قال مطلع أیلول/سبتمبر من قصر الصنوبر فی بیروت، إن المهم تنفیذ خارطة الطریق التی وافق أغلب الأطراف السیاسیین اللبنانیین، محذراً من عواقب إذا لم تف السلطات اللبنانیة بوعودها بنهایة تشرین الأول/ أکتوبر. یذکر أن الرئیس اللبنانی کان کلّف السفیر اللبنانی فی ألمانیا مصطفى أدیب، تشکیل الحکومة فی 31 آب/أغسطس الماضی.