هل ستنجح المخططات الإسرائیلیّة لتصدیر النفط السعودیّ إلى أوروبا؟

تتکشف یوماً بعد آخر مشاریع العدو الصهیونیّ القذرة فی المنطقة، بعد اتفاقات الخیانة والعمالة الرامیة إلى تصفیّة القضیّة الفلسطینیّة، حیث فضحت صحیفة "میکور ریشون" العبریّة، خطط حکومة العدو التی تسعى لاستغلال الفرص الاقتصادیّة والاستراتیجیّة، الناتجة عن اتفاقیتیّ التطبیع مع أبوظبی والمنامة، من بینها تحویل الأراضی التی یحتلها الکیان الغاصب فی فلسطین، إلى مرکز رئیس لنقل النفط الخلیجیّ إلى أوروبا وأمیرکا الشمالیّة، إضافة إلى نقل نفط کل من أذربیجان وکازخستان إلى إفریقیا وجنوب شرق آسیا. تغییر قواعد اللعبة تحاول تل أبیب استغلال فرص نقل النفط الخلیجیّ إلى أوروبا، من خلال الاجتماعات التی عقدتها مؤخراً بین وزارتیّ الخارجیّة والدفاع فی حکومة الاحتلال، وشارک فیها مسؤولون کبار من شرکة النفط الحکومیّة "کاتشا"، ویتضمن المخطط الصهیونیّ تفعیل خط "إیلات عسقلان" فی الاتجاهین، بحیث یتم عبره نقل النفط الخلیجیّ إلى الدول الأوروبیّة، إضافة إلى نقل نفط أذربیجان وکازاخستان، اللتین تربطهما علاقات قویة مع الکیان الصهیونیّ، إلى إفریقیا وجنوب شرق آسیا. وفی الوقت الذی أشارت فیه الصحیفة العبریّة إلى أنّ مخطط تصدیر النفط الخلیجیّ إلى أوروبا سیُغیر "قواعد اللعبة" فی الشرق الأوسط بشکل مطلق، وفق تعبیرها، بیّنت أنّ المشروع فی حال نجاحه سیؤثر بشکل سلبیّ فی عوائد قناة السویس التی تربط بین البحر الأبیض المتوسط والبحر الأحمر، ومکانة مصر الجیوستراتیجیّة. وفی هذا الصدد، ادعى التقریر العبریّ أنّ المشروع الصهیونیّ لنقل النفط الخلیجیّ إلى أوروبا، یسعى لتقلیص قدرة جماعة "أنصار الله" أو الحوثیین، على القیام بعملیات استهداف لأنابیب تصدیر النفط السعودیّ، والتی تأتی عقب کل عملیّة إجرامیّة ترتکبها الریاض بحق الأبریاء فی الیمن الذی دمرته الآلة العسکریّة لتحالف العدوان السعودیّ. بنود التطبیع بعد الفضیحة التی نشرها الإعلام العبریّ الذی تواجد فی واشنطن لتغطیة مراسم الجریمة التی ارتکبتها المنامة وأبو ظبی، حول أسلوب التعامل الأمریکیّ مع من یرضخ لإملاءاتها ویخنع لضغوطاتها، عند توقیع اتفاق الذل والعار، دون أن تقرأ تلک العواصم بنداً من بنوده، أو تُصغْ سطراً من سطوره، أشار التقریر الصهیونیّ إلى أنّ اتفاق التطبیع مع الصهاینة تضمن تلمیحات کثیرة حول مخطط ربط منظومات تصدیر النفط الخلیجیّ إلى أوروبا عبر الأراضی التی یحتلها العدو الغاشم. وعلى هذا الأساس، فإنّ الإمارات والبحرین وقعتا على الاتفاق دون قراءة البنود التی تلزمهم بتبنی وتطویر تعاون فی مشاریع تتعلق بالطاقة وبناء منظومات نقل إقلیمیّة لتعزیز أمن الطاقة، فیما یبقى التحدی الأهم لبدء تنفیذ المخطط الصهیونیّ، هو تمکن الصهاینة من إقناع قادة الإمارات بالضغط على حکام السعودیّة للتعاون من أجل تدشین مشروع العدو وإنجاحه. وفی حال استطاعت أبوظبی المتحالفة مع الکیان الصهیونیّ، تأمین موافقة السعودیّة، فإنّه سیکون بالإمکان نقل النفط السعودیّ من منطقة "بقیق" شرق البلاد، إلى میناء "إیلات" فی الأراضی الفلسطینیّة المحتلة، عبر خط بریّ طوله 700 کیلومتر، وربطه بخط "إیلات عسقلان"، لیتم بعدها تصدیره إلى أوروبا وأمریکا الشمالیّة. وما ینبغی ذکره، أنّ وزیر داخلیّة العدو الصهیونیّ، أرییه درعی، فی وقت سابق، اعتبر أنّ الحکام العرب المطبعین هم مثل حمار موسى فی "التوراة" الذی یجب أن یُرکب ویصل إلى وجهته، مشیراً إلى أنّه یجب تقدیم "علف عالی الجودة" و "سروج باهظة الثمن" لرکوب هذه البهائم، ویجب على الکیان الصهیونیّ فقط رکوبهم للوصول إلى الوجهة النهائیّة، ما یُظهر حقیقة المشاریع "الصهیوأمریکیّة" فی المنطقة، وقال درعی أنّه لا یمکن تحقیق سلام استراتیجیّ بین الیهود والمسلمین، مُضیفاً أنّ المسلمین سیبقون عدواً للیهود ما دام القرآن کتابهم. إضافة إلى ذلک، فإنّ ولی العهد السعودیّ، محمد بن سلمان، الأسبوع المنصرم، اجتمع بشکل سریّ مع وفد إسرائیلیّ على متن یخته الشخصیّ فی البحر الأحمر، بمرافقة رئیس الاستخبارات السعودیّة، وخَمَن محللون أنّ اللقاء کان بدواعی مشاریع التطبیع الجارفة فی المنطقة العربیّة، بعکس المزاعم التی تتحدث أنّه ارتبط بعملیّة القبض على إرهابیین مدعومین من إیران. بناء على ذلک، لا یمکن أن تجلب اتفاقات التطبیع مع العدو الصهیونیّ، إلا المذلة والعار للأمّة العربیّة، مهما دسّوا السّمّ فی العسل، فکیف لمن یُصرح جهاراً نهاراً بأنّ حکام العرب لا یجدر أن یُستقبلوا کشرکاء، بل یجب أن یزورا الأراضی المحتلة الخاضعة لسلطة العدو لخدمة الیهود، أن یکون حلیفاً اقتصادیاً؟ ، فی ظل الرفض الشعبیّ القاطع فی السعودیّة، لإقامة أیّ علاقة مع العدو الصهیونیّ لاعتبارات إنسانیّة وأخلاقیّة ودینیّة.




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

عون: المجتمع الدولی مدعو للتدخل لمنع 'إسرائیل' من مواصلة عدوانها

طالب الرئیس اللبنانی میشال عون االمجتمع الدولی إلى التدخّل لمنع 'إسرائیل' من مواصلة عدوانها.

|

تحرک واسع فی الکونغرس للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السیاسیین بالبحرین

یشهد الکونغرس الأمریکی تحرکا واسعا للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السیاسیین فی البحرین، وإثارة القلق حیال السجناء الذین یعانون من أمراض مزمنة کقائد المعارضة البارز حسن مشیمع المحکوم بالمؤبد، هذا وسط دعوة الإدارة الأمریکیة الجدیدة لممارسة الضغوط الحقیقیة على البحرین للکف ...

|

اتصالات دولیة لوقف التصعید- الکابینت صادق على خطة هجوم جوی على غزة

صادق الکابینت إلاسرائیلی اللیلة على خطة هجوم جوی فی قطاع غزة، بدون عملیة بریة.

|