بندر بن سلطان یفضح نوایا السعودیّة تجاه القضیّة الفلسطینیّة

عقب الانتقادات اللاذعة التی وجهتها القیادات والفصائل الفلسطینیّة لاتفاق العار الذی وقعته البحرین والإمارات مع العدو الصهیونیّ الغاصب، شنّ رئیس استخبارات النظام السعودیّ السابق، بندر بن سلطان، قبل أیام، هجوماً حاداً على موقف السلطة الفلسطینیّة من اتفاق الاستسلام الخلیجیّ، واعتبر بن سلطان أنّ القضیّة الفلسطینیّة قضیة عادلة لکن المدافعین عنا "فاشلون"، بحسب وصفه، مبیّناً أنّ القیادة الفلسطینیّة تدفع ثمن مراهنتها على الطرف الخاسر. دوافع الهجوم عبّر رئیس استخبارات النظام السعودیّ السابق، الذی أمضى ثلث حیاته سفیراً لبلاده فی واشنطن، عن غضب الریاض من تصریحات المسؤولین الفلسطینیین، وکأنّه کان ینتظر ترحیباً فلسطینیّاً بدخول المنامة وأبوظبی إلى حظیرة التطبیع مع العدو الصهیونیّ المُحتل للأراضی العربیّة، واصفاً انتقادات القیادات الفلسطینیّة للاتفاق بأنّه تجرؤ بالکلام الهجین على دول أسماها بالـ"شقیقة"، ومن شدّة روابط الأُخوة انحازت إلى صف الاحتلال ضد أصحاب الأرض والمقدسات. وتأتی التصریحات الهجومیّة لبندر بن سلطان على القیادات الفلسطینیّة، فی الوقت الذی تسعى فیه بلاده إلى إقامة علاقات رسمیّة مع العدو الصهیونیّ، وتعزیز التقارب السریّ مع تل أبیب، ولیست بسبب الدعم الذی قدمته السعودیّة على مدى أعوام طویلة للشعب الفلسطینیّ، بحسب زعمه. وفی هذا السیاق، أسهب ابن أخ الملک الراحل عبدالله بن عبدالعزیز، فی الحدیث عن الدعم الذی قدمه ملوک الرمال فی السعودیّة على مدى عقود طویلة للقضیّة الفلسطینیّة، مشیراً إلى أنّه على الشعب الفلسطینیّ التذکر بأنّ المملکة کانت حاضرة دائماّ لتقدیم المساعدة والمشورة، متناسیّاً اللقاء السریّ الذی جمع ولی العهد السعودیّ، محمد بن سلمان، بوفد صهیونیّ على متن یخته الشخصیّ فی البحر الأحمر قبل مدة، وهذا الخبر بالطبع لم یظهر أبداً على قناة "العربیّة" أو "العبریّة کما یصفها الشارع العربیّ، التی ظهر علیها والتابعة للنظام السعودیّ. ومن الجدیر بالذکر، أن بن سلطان شغل منصب رئیس استخبارات النظام السعودیّ بین عامی 2012 و2014، قبل أن یعینه عمه عبدالله مستشاراً له لمدة عام، ناهیک أنّ ابنته ریما تعمل کسفیرة حالیة فی العاصمة الأمریکیّة واشنطن، فیما یشغل ابنه خالد منصب سفیر لدى بریطانیا. السعودیّة و "إسرائیل" رغم الادعاءات الکاذبة التی تصدر عن الریاض حول أنّها لن تتبع نهج البحرین والإمارات فی تطبیع علاقاتها مع الکیان الصهیونیّ، من دون حل للقضیّة الفلسطینیّة، أکّد الرئیس الأمریکیّ، دونالد ترامب، مراراً أنّ السعودیة موافقة على إبرام اتفاق مماثل، سیکون بمثابة أکبر خیانة للقضیّة الفلسطینیّة. وبعد تصریحات المسؤول السعودیّ البارز، یبدو أنّ الریاض اختارت الکشف عن نهجها القذر وإعلان تأیّیدها بشکل رسمیّ لاتفاق الخنوع الإماراتیّ – البحرینیّ مع العدو الغاشم، فی الوقت الذی تتحدث فیه الکثیر من التقاریر الإعلامیّة العربیّة والدولیة عن العلاقات السعودیّة - الصهیونیّة، وإمکانیة تطبیع الریاض مع تل أبیب فی المرحلة المقبلة. کذلک، انقلبت سیاسة وسائل الإعلام السعودیّة، بشکل کامل تجاه الاحتلال الصهیونیّ، وأصبحت فی الفترة الأخیرة تشید بشکل فاضح، باتفاقات الخیانة التی أبرمتها بعض الدول الخلیجیّة مع عدو الأمّة العربیّة. ورغم أنّ طموحات القیادة السعودیّة فی التطبیع مع الکیان الصهیونیّ تصطدم بالرفض الشعبیّ فی البلاد، لاعتبارات إنسانیّة وأخلاقیّة ودینیّة، یحاول المسؤولون السعودیون ترویج أفکار سلبیّة تجاه الفلسطینیین وقیاداتهم عبر إعلامهم المتحیز والمُضَلل، لتهیئة الجو العام داخل المملکة لتقبل "فکرة التطبیع"، التی ستجعل الریاض منافساً شرساً للإمارات "عرابة الخیانة فی الخلیج"، بما یُرضی الولایات المتحدة وکیانها الصهیونیّ، وبالتالی یُمنح حکام السعودیّة وقتاً أطول على کراسی الحکم. أکثر من ذلک، استجابت السعودیة لطلب الإمارات بالسماح للرحلات القادمة من الأراضی المحتلة الواقعة تحت سلطة العدو الغاصب بعبور أجوائها، ما یدل على أنّ خطوة الاستسلام الإماراتیّة لا تعکس موقفها الفردیّ فحسب، بقدر ما تؤشر إلى موقف مشترک سینقل عدة عواصم خلیجیّة بینها الریاض إلى حظیرة التطبیع مع الاحتلال الصهیونیّ ونقل العلاقات من السر إلى العلن. ومع أنّ المملکة لم تعترف برغبتها الجامحة فی التطبیع، إلا أنّ محللین یرون أنّ علاقاتها مع الکیان الصهیونیّ شهدت تحولات جوهریّة فی الآونة الأخیرة خاصة من الناحیّة الاقتصادیّة، فیما یعتبر مدونون أنّ السلطات السعودیّة سعت إلى تهیئة المواطنین السعودیین لتقبل مسألة التطبیع من خلال الضخ الإعلامیّ السلبیّ، إضافة إلى إنتاج محتوى درامیّ یروج لتلک الفکرة.