عقوبات ضد جبران باسیل.. الفخ الأمریکی الجدید للبنان

 مع اقتراب إدارة ترامب من أیامها الأخیرة بعد الهزیمة الثقیلة فی الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة ، فإنها تعمل فی الوقت نفسه وبالسرعة القصوى خلال الأیام الـ 75 المتبقیة فی السلطة، على تخطیط مؤامرات على المستوى الخارجی. وفی هذا الصدد، أفادت مصادر إخباریة، صباح الجمعة الماضی، بأن الحکومة الأمریکیة بقیادة دونالد ترامب تستعد لفرض عقوبات على وزیر الخارجیة اللبنانی السابق جبران باسیل. جبران باسیل هو أحد السیاسیین اللبنانیین البارزین الذین یقودون حالیاً التیار الوطنی الحر اللبنانی وهو مؤید لحزب الله ، وهو مسیحی مارونی شغل سابقاً منصب وزیر خارجیة لبنان. جبران باسیل هو أیضاً صهر الرئیس اللبنانی الحالی میشیل عون ومؤسس التیار الوطنی الحر، الذی یحظى بشعبیة خاصة بین المسیحیین فی البلاد. الضغط على حزب الله اعترف مسؤول أمریکی بأن سبب عقوبات إدارة ترامب على وزیر الخارجیة اللبنانی السابق هو دعمه لحزب الله اللبنانی. وتم اتخاذ هذا القرار فی حین أن حزب الله هو أحد أهم الأحزاب السیاسیة فی لبنان. وخلال الانتخابات النیابیة قبل عامین، حظی الحزب بعدد کبیر من المقاعد فی البرلمان. ومع ذلک، فإن إدارة ترامب اعتادت فرض العقوبات، ولا یهمها أن تشمل العقوبات جزءاً من الحکومة التی تدعی واشنطن أنها تدعم شعبه وتساعده. فی الواقع، ما دفع إدارة ترامب إلى فرض عقوبات على حلفاء حزب الله فی الوضع الراهن وإدامة الأزمات السابقة، مثل فرض عقوبات اقتصادیة تجسدت بعقوبات قیصر، وقصف میناء بیروت الذی استهدف الاستقرار السیاسی والاقتصادی اللبنانی، هو محاولة لفرض حکومة تکنوقراطیة ضد حزب الله وفی النهایة نزع سلاح المقاومة فی لبنان. فی غضون ذلک، یعد جبران باسیل زعیم حزب التیار الوطنی الحر، من أبرز الشخصیات السیاسیة المقربة من المقاومة وحرکة 8 آذار، التی تعارض خطة تشکیل حکومة تکنوقراطیة یریدها الحریری وأمریکا وفرنسا. فی حین أن الاختلافات بین جبران باسیل والحریری کانت واضحة للجمیع منذ أکثر من عام ، قال باسیل إنه إذا تقرر تشکیل حکومة تکنوقراطیة متعددة الأحزاب، فإن انتخاب سعد الحریری کشخصیة سیاسیة وحزبیة یخالف رغبات وتطلعات المحتجین اللبنانیین. وکانت انتقادات باسل هی التی مهدت الطریق أمام أمریکا لإعلان عقوباتها ضده. محاولات لتأزیم الداخل اللبنانی فی الوقت نفسه ، لیس من المستبعد اعتبار فرض عقوبات على جبران باسیل الهادف للضغط على حزب الله ، أنها خطوة من الغرب والسعودیة لزعزعة استقرار لبنان. فی الواقع إن الضغط على حزب الله فی لبنان سیستهدف قسماً کبیراً من اللبنانیین والمواطنین، وستؤدی هذه الضغوط والأعمال العدائیة إلى مزید من عدم الاستقرار وزیادة التوتر فی المجتمع اللبنانی، وفی هذه الحالة، لیس من المستبعد أن یکون هدف هذه العقوبات هو زعزعة استقرار لبنان. الحقیقة أن الاستقرار بمختلف جوانبه فی المجتمع اللبنانی یعد کابوساً لأمریکا والسعودیة اللتین تعارضان توسع نفوذ حزب الله. لذلک ، وبتشجیع من الریاض ، تحاول واشنطن دائماً خلق مساحة کبیرة للمآزق والتوترات من خلال فرض عقوبات مختلفة على لبنان. من ناحیة أخرى ، تقضی إدارة ترامب أیامها الأخیرة فی البیت الأبیض ، وربما یعتقد ترامب أن النجاح فی الضغط على حزب الله اللبنانی للوقوف إلى جانب إدارة سعد الحریری ، قد یعزز موقفه فی سجله البائس فی مجال السیاسیة الخارجیة، فی حین أظهر حزب الله سابقاً أنه لا یرضخ للضغوط الأمریکیة.