الأمن السعودیّ یواصل حملاته على الفلسطینیین.. ودعوات للإفراج عن المعتقلین منذ سنوات

تتزاید الضغوطات على الفلسطینیین داخل السعودیة کلما اقتربت الریاض من حظیرة التطبیع الأمریکیّة مع العدو الصهیونیّ، حیث جددت "المنظمة العربیّة لحقوق الإنسان" فی بریطانیا مطالبة السعودیة بالإفراج عن المواطنین الفلسطینیین والأردنیین، القابعین فی سجونها منذ حوالی السنتین بتهمة دعم القضیة الفلسطینیّة، وأشارت المنظمة فی بیان لها أن قوات الأمن التابعة للنظام السعودیّ شنت حملات اعتقال طالت نحو 68 فلسطینیاً وأردنیاً مقیمین فی المملکة بالإضافة إلى کفلاء سعودیین منذ شباط/ فبرایر2019. عدو واحد یشترک نظام آل سعود مع الکیان الصهیونیّ الغاصب فی حربه على الفلسطینیین، فالعدو واحد رغم اختلاف الزمان والمکان وأسماء الزنازین، حیث أکّدت "المنظمة العربیّة لحقوق الإنسان" أن قوات الأمن السعودیّ تعتقل المدافعین عن قضیّة الشعب الفلسطینیّ فی عدة سجون، بینها الحائر وعسیر وأبها وذهبان، دون أن تُوَجَّه لهم أیّ تهمٌ أو یمثلوا أمام القضاء، فضلا عن حرمانهم حقّ الزیارات الأهلیة أو الاتصال بذویهم. ومع وضوح الموقف السعودیّ الرسمیّ تجاه موجة الخیانة الخلیجیّة التی لم تبدأ بالتأکید دون موافقة الریاض، تستکمل الریاض فصول خیانتها وتزج بکل من یؤید القضیة المرکزیّة للعرب والمسلمین، فبعد مُضیِّ أکثر من عام على اعتقالهم ، وجّه المدعی العام السعودیّ فی الریاض اتهامات فضفاضة للعدید منهم، أبرزها الانضمام لکیان إرهابیّ ودعمه وتمویله. وفی الوقت الذی تقترب فیه الریاض من إعلان تطبیع علاقاتها مع تل أبیب، خاصة بعد الانتخابات الرئاسیّة الأمریکیّة، تشیر المنظمة الحقوقیّة إلى أنّ معظم المعتقلین تعرضوا على مدار أشهر من لإخفاء قسریّ، وللإهانة والتعذیب، وغیرها من ضروب المعاملة الوحشیّة وغیر الآدمیّة، کما جرت جلسات محاکماتهم السابقة دون تمکینهم من توکیل محامین للدفاع عنهم؛ إذ منعت السلطات السعودیّة محامین سعودیین من المرافعة عنهم أو حضور جلسات المحاکمة. علاوة على ذلک، حصل القادة السیاسیون فی السعودیة على الفتاوى الوهابیّة لخلق الشرعیّة لأفعالهم الإجرامیّة فی البلاد دون رقیب أو عتید، ما حول المحاکمات التی تجری بحق المعتقلین الأردنیین والفلسطینیین، إلى محاکمات سیاسیة غیر مبنیّة أیّ أساس قانونیّ، وتؤکد المنظمة أنّ جهات التحقیق حاولت إلباسها لبوسا جنائیّاً لتشویه المعتقلین، وتبریر ما تعرضوا له من انتهاکات. مرتع للصهاینة أصبحت بلاد الحرمین محرمة على الفلسطینیین رغم أنّها تحولت إلى مرتع للصهاینة، ناهیک عن المشاریع الاقتصادیّة التی تخدم مساعی الکیان الإجرامیّة وتقدم له "فرصة ذهبیّة" من الناحیة الاقتصادیّة، ما دفع المنظمة المتخصصة بحقوق الإنسان لإطلاق حملة تضامنیّة مع المعتقلین الفلسطینیین والأردنیین فی السعودیة، داعیة جمیع النشطاء والمنظمات الحقوقیة ومنظمات المجتمع المدنی، والصحفیین ووسائل الإعلام الحرة المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان، إلى التفاعل معها بمختلف الوسائل؛ لتکوین رأی عام، بهدف الإفراج عن المعتقلین، وضمان حصولهم على جمیع حقوقهم القانونیّة والإنسانیّة. وبالتزامن مع محاربة الفلسطینیین فی الداخل والخارج لابد من التذکیر بأنّ أبوظبی وتل أبیب مقبلتان على إقامة مشروع بحریّ یربط مدینة إیلات بمدینة جدة السعودیة، حیث کُشف عن المخطط خلال زیارة وفد إماراتیّ إلى الأراضی الفلسطینیّة المحتلة الواقعة تحت سلطة العدو، قبل بضعة أسابیع، بعد جولة میدانیة فی میناء مدینة إیلات "أم الرشراش المصریّة"، على ساحل خلیج العقبة فی البحر الأحمر، والتقى الوفد بمسؤولین صهاینة سیقومون بزیارة مماثلة إلى أبو ظبی لبحث التفاصیل المتعلقة بتنفیذ المشروع. إضافة إلى ذلک، تحاول تل أبیب استغلال فرص نقل النفط الخلیجیّ إلى أوروبا، من خلال الاجتماعات التی عقدت بین وزارتیّ الخارجیّة والدفاع فی حکومة الاحتلال، قبل شهرین، وشارک فیها مسؤولون کبار من شرکة النفط الحکومیّة "کاتشا"، ویتضمن المخطط الصهیونیّ تفعیل خط "إیلات عسقلان" فی الاتجاهین، بحیث یتم عبره نقل النفط الخلیجیّ إلى الدول الأوروبیّة، بالإضافة إلى نقل نفط أذربیجان وکازاخستان، اللتین تربطهما علاقات قویة مع الکیان الصهیونیّ، إلى أفریقیا وجنوب شرق آسیا. فی الحقیقة، ترید السعودیّة من الفلسطینیین والأحرار المقیمین على أراضیها أن یکونوا مجردین من وطنیّتهم وقضیّتهم وأحاسیسهم، وإلا سیحصلون على "إقامة دائمة" داخل الزنازین المنتشرة فی البلاد بتهمة دعم قضیة المسلمین والأحرار فی العالم، فی الوقت الذی أصبح فیه "دعم فلسطین" من المحرمات داخل بلاد الحرمین الشریفین التی یسیطر علیها نظام آل سعود الوهابیّ.