لماذا أعادت السلطة سفیریها إلى الإمارات والبحرین رغم التطبیع الخلیجی مع إسرائیل؟!

فی ذات الیوم، الذی استضافت فیه الإمارات، قمة ثلاثیة: أردنیة- إماراتیة- بحرینیة، أعلن مسؤول فلسطینی فی السلطة عودة السفیرین الفلسطینیین إلى أبوظبی والمنامة.

وفی قراءتهما لدوافع القرار الفلسطینی، مع استمرار قطار التطبیع، توافق المحللان السیاسیان حنا عیسى  وعادل شدید، فی حدیثین منفصلین لوکالة الأناضول على أن القیادة الفلسطینیة تجاوزت “مرحلة الصدمة” من التطبیع، وباتت مقتنعة بعدم جدوى “فتح أیة معارک مع دول عربیة”.   وفی 13 أغسطس/آب، استدعت وزارة الخارجیة الفلسطینیة، سفیرها فی أبوظبی للتشاور؛ ثم فی11 سبتمبر/أیلول استدعت سفیرها فی المنامة، وذلک احتجاجاً على تطبیع البلدین علاقتهما مع إسرائیل. ومساء الأربعاء، أعلن مسؤول فلسطینی أن قراراً صدر من الرئیس محمود عباس، بإعادة السفیرین عصام مصالحة إلى الإمارات وخالد عارف إلى البحرین. ورجّح المحللان السیاسیان، توجّه السلطة الفلسطینیة إلى “التعایش والتکیف مع هذا الواقع، الذی قد یمتد فیه قطار التطبیع لدول أخرى، فی وقت لا تملک فیه القیادة الفلسطینیة أی أوراق ضغط لوقفه”. وفی 13 أغسطس/آب الماضی أعلن الرئیس الأمریکی دونالد ترامب تطبیع العلاقات بین إسرائیل والإمارات، وفی 11 سبتمبر/آب أعلن عن تطبیع البحرین مع إسرائیل، وتُوِّج الإعلانان بتوقیع اتفاقی التطبیع یوم 15 سبتمبر/أیلول الماضی. وفی 23 أکتوبر/تشرین الأول الماضی أعلنت وزارة الخارجیة السودانیة تطبیع العلاقات مع إسرائیل، دون أن یتم استدعاء السفیر الفلسطینی فی الخرطوم، لتکون بذلک الدولة العربیة الخامسة التی تطبع علاقتها مع إسرائیل بعد الإمارات والبحرین (2020) والأردن (1994) ومصر (1979). التشاور فی العرف الدبلوماسی یوضح الدبلوماسی الفلسطینی السابق وأستاذ القانون الدولی، حنّا عیسى، أن اتفاقیة فینّا لعام 1967 “تُجیز للدول فی حال وجود إشکالیة ثنائیة فی قضیة أو نزاع أو اختلاف ما، أن تستدعی سفیرها للتشاور معه”. وقال إن هذا ما جرى مع فلسطین، الدولة غیر العضو فی الأمم المتحدة، التی استدعت سفیرها فی الإمارات ثم البحرین بعد إعلانهما تطبیع العلاقات مع إسرائیل. وأضاف أن استدعاء السفراء لا یعنی- فی العُرف الدبلوماسی- قطع العلاقات مع الدولة الأخرى “بل إلى حین ترتیب الأمور، ومع عودة العلاقات لمسارها بتوافق الدولتین، یعود السفیر نفسه أو یتم استبداله”. وقال أستاذ القانون الدولی إن عودة السفیرین الفلسطینیین “تعنی سیاسیاً عودة الأمور لطبیعتها والعلاقات الثنائیة لمجراها الطبیعی لا یشوبها خلل”. وهنا یربط الدبلوماسی الفلسطینی بین الاجتماع الثلاثی (الإماراتی- الأردنی- البحرینی) فی أبوظبی، وقرار القیادة الفلسطینیة عودة السفیرین. ویقول “تم التأکید فی الاجتماع الثلاثی على أن القضیة الفلسطینیة قضیة العرب المرکزیة، وضرورة الانسحاب الإسرائیلی حتى حدود الرابع من یونیو/حزیران 67، مع التمسک بالمبادرة العربیة للسلام المعلنة عام 2002، وهذا مطلب فلسطینی”. والأربعاء عقد عاهلا الأردن عبدالله الثانی، والبحرین حمد بن عیسى، وولی عهد الإمارات محمد بن زاید، اجتماعاً بدعوة من الأخیر فی العاصمة أبوظبی. وجرى خلال اللقاء بحث ضرورة تحقیق “السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتین الذی یضمن إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة، ذات السیادة والقابلة للحیاة، على خطوط الرابع من یونیو/ حزیران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقیة”.   اقرأ أیضا: “إنجاز سیاسی أم انحدار وطنی”.. عودة مفاجئة للعلاقة بین السلطة وإسرائیل وهذا ما حدث خلف الکوالیس ویتابع حنا عیسى “الطرف الفلسطینی فی مأزق حقیقی نتیجة اتفاقیات التطبیع التی جرت، وبات مقتنعاً أن دول العالم، بما فی ذلک الدول العربیة، تتعامل مع الملف الفلسطینی بازدواجیة: تقول إنها مع الشرعیة الدولیة، رغم وجود التطبیع”. من هنا یضیف “اعتراف الدول العربیة بأن حلّ القضیة الفلسطینیة یتمثل بإقامة الدولة الفلسطینیة والتأکید على قرارات الشرعیة الدولیة، یعنی أن العرب بالنسبة للفلسطینیین- رغم وجود التطبیع- تبنوا القضیة الفلسطینیة، فتدارکت القیادة الفلسطینیة الأمور وأعادت السفیرین”. تجنب الاشتباکات الجانبیة من جهته یقول المحلل السیاسی، عادل شدید، إن السلطة الفلسطینیة “وصلت إلى قناعة بأن الدول العربیة مستمرة فی التطبیع، وأن دولاً أخرى ستلحق بها، دون أن یهمها الموقف الفلسطینی”. ویضیف “السلطة من جهتها لا تملک أوراق ضغط على الدول المطبعة وغیر معنیة بالصدام معها”. ویقول إن مبرر السلطة الوحید فی إعادة السفیرین هو “عدم خدمة إسرائیل فی الذهاب باتجاه الاشتباک مع الدول العربیة، وبالتالی التکیف مع هذا الواقع”. ویضیف أن “استدعاء السفیرین بدایة، کان ردة فعل، یعکس حالة غضب ومفاجأة، ولم یُستشَر فی القرار لا مؤسسات السلطة ولا مؤسسات حرکة فتح ولا مؤسسات منظمة التحریر، بل مجموعة حول الرئیس قرروا استدعاء السفیرین”. ویرى شدید أن “الدول العربیة لم تعُد تأبه أو یعنیها الموقف الفلسطینی، وبالتالی فإن الجانب الفلسطینی لا یرید الذهاب باتجاه معارک مصیرها الفشل”. وتابع “الجانب الفلسطینی بات مقتنعاً أیضاً أن معرکته وتناقضه مع إسرائیل ومن یدعمها، ولیس من مصلحته الدخول فی صدام مع الدول العربیة”.




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

عون: المجتمع الدولی مدعو للتدخل لمنع 'إسرائیل' من مواصلة عدوانها

طالب الرئیس اللبنانی میشال عون االمجتمع الدولی إلى التدخّل لمنع 'إسرائیل' من مواصلة عدوانها.

|

اتصالات دولیة لوقف التصعید- الکابینت صادق على خطة هجوم جوی على غزة

صادق الکابینت إلاسرائیلی اللیلة على خطة هجوم جوی فی قطاع غزة، بدون عملیة بریة.

|

المَشّاط: ندعو إلى دعم المقاومة الفلسطینی لتحریر کل شبر من فلسطین

رئیس المجلس السیاسی الأعلى فی الیمن یشیر إلى أنه "ننظر بفخر واعتزاز لما یقوم به الأحرار المرابطون فی القدس من تصدٍّ للعدو الإسرائیلی".

|