عن ماذا کان یبحث کوشنر فی قطر؟

هناک الکثیر من التساؤلات والتحلیلات حول طبیعة وأهداف زیارة صهر الرئیس الأمریکی دونالد ترامب ومستشاره جارید کوشنر إلى قطر الأربعاء الماضی، ورغم ان تفاصیل الزیارة بقیت طی الکتمان إلا أن جمیع التحلیلات أجمعت على ان هدف الزیارة هو ایجاد حل للأزمة الخلیجیة ولم شمل الصف الخلیجی من جدید، ولکن یبدو أن الزیارة کان لها أهداف أبعد من ذلک تتعلق فی ما اذا کانت قطر ترید التطبیع مع اسرائیل وتلحق برکب بقیة الدول الخلیجیة. ترامب بعد أن طبعت الامارات والبحرین والسودان والمغرب بدأ یتحدث عن أن دول أخرى سوف تلحق بقطار التطبیع فی الفترة المقبلة، وشدد الترکیز على ان دول خلیجیة سوف تتطبع فی القریب العاجل، هناک اذا الکویت وقطر والسعودیة وسلطنة عمان. لا نستبعد أن تطبع السعودیة مع اسرائیل، فهی بحکم المطبعة مع اسرائیل، خاصة بعد ان انتشرت تقاریر أکدت دورها البارز فی دفع المغرب نحو التطبیع وکذلک کانت على اطلاع فیما یخص تطبیع الامارات والبحرین وبارکت هذا التطبیع، اذا السعودیة تبدو انها ماضیة فی رکب التطبیع ولکن الوقت لم یحن حتى اللحظة، فهی لا تزال تختبر ردة فعل الشارع السعودی والعربی على هذا التطبیع، مع العلم انها سمحت للطیران الاسرائیلی بالتحلیق فوق اراضیها، وکذلک تستقبل وفود اسرائیلیة رفیعة المستوى بین الفینة والاخرى مع انها تنکر حدوث هذا الامر، الا ان الجمیع یؤکد ذلک حتى الاسرائیلی والامریکی. بالنسبة لقطر، جاء الخبر فیما اذا کانت ترید الدوحة التطبیع ام لا، من مصدر دبلوماسی عربی قال لصحیفة "رأی الیوم"، إن زیارة جارید کوشنر صهر الرئیس دونالد ترامب وحامل ملف التطبیع وراعی صفقة القرن الى الدوحة حملت طلبا امریکیا واضحا بلحاق الدوحة برکب المطبعین العرب خلال الفترة القلیلة المتبقیة من عمر ادارة دونالد ترامب. وأکد المصدر أن جواب الدوحة کان بالرفض وأن المسؤولین القطریین أبلغوا کوشنر بذلک خلال اجتماعه بهم فی العاصمة القطریة الدوحة بینما أبدى القطریون مرونة بالمطالب الأمریکیة الأخرى. وزار کبیر مستشاری الرئیس الأمریکی جارید کوشنر، العاصمة القطریة الدوحة الأربعاء الماضی برفقة وفد من المسؤولین الأمریکیین واجتمع مع امیر القطری تمیم بن حمد ال ثانی، وأشارت وسائل إعلام قطریة، إلى أنه جرى استعراض علاقات التعاون الاستراتیجی بین الدوحة وواشنطن، والقضایا الإقلیمیة والدولیة وتطورات الوضع فی الشرق الأوسط. وکانت صحف تحدّثت عن الجولة التی یقوم بها کوشنر إلى السعودیة وقطر، ولفتت إلى أنها تهدف لحل الخلاف الخلیجی الذی نتج عن حصار قطر دون الاشارة الى طلبات امریکیة من الدوحة بشان التطبیع، الا ان ترامب ووزیر خارجیته تحدثوا على طابور عربی من المطبعین ینتظر الدور خلال الایام المقبلة. وردًّا على سؤال "رأی الیوم" للمصدر حول سلطنة عُمان إن کانت ستُطبّع مع إسرائیل بعد المغرب، جزم المصدر الدبلوماسی الذی التقى مسؤولین عمانیین مؤخرا أن مسقط لیست فی هذا الوارد وأنها لن تتّخذ حالیا قرارا کهذا وهذا بلا شک ینطبق على الکویت حسب قول المصدر. اذا قطر لن تطبع وکذلک سلطنة عمان والکویت، وبالتالی سیعیق هذا الأمر المصالحة الخلیجیة بشکل طبیعی، لأن مکافأة التطبیع ستکون المصالحة، وفی حال لم یتم التطبیع لن یکون هناک مصالحة، ربما الدول الخلیجیة تریدها والسعودیة تحدیدا تبحث عن هذه المصالحة، خاصة وانها فشلت فی جمیع الملفات التی انخرطت بها خلال السنوات الماضیة، من حرب الیمن التی لا تزال قائمة منذ خمس سنوات وحتى اللحظة وحصار قطر والتدخل بالشأن اللبنانی وغیرها من الملفات العالقة، وبما ان حصار قطر کان خطوة فاشلة بامتیاز، قد یکون التدخل الامریکی فی هذا الملف لصالح ال سعود، حیث ستساهم واشنطن فی اخراجهم من ورطة لم تحقق لهم ای هدف مرجو، ولکن لا نستبعد أن توقف واشنطن ترامب المصالحة ویتم ارجائها إلى حین قدوم جو بایدن الرئیس الجدید للولایات المتحدة الأمریکیة ویکون هذا الامر بنسبة ورقة رابحة له، لأن مشاریع ترامب على ما یبدو لم تلقى ای نجاح من صفقة القرن إلى مشروع التطبیع، حیث سیرحل ترامب وصهره کوشنر قبل أن یتم انجاز ای ملف من الملفات التی عملوا علیها. یجب ألا ننسى أن قطر لا تعانی من ای مشاکل اقتصادیة بالرغم من حصارها على مدى ثلاثة سنوات، على عکس الامارات والسعودیة اللتان تعانیان من مشکلات اقتصادیة جمة، بسبب السیاسات الحکومیة الفاشلة، یضاف الیها أزمة کورونا التی أثرت بشکل سلبی على الاقتصاد، وترى هذه الدول على مایبدو أن التطبیع مع اسرائیل هو الحل مع العلم أن اسرائیل لن تستطیع تقدیم ای جدید لهذه الدول، لطالما ان علاقتها مع الغرب جیدة وتستورد کل ما ترید منها. فی الختام؛ اغواءات الولایات المتحدة لقطر وصلت إلى طریق مسدود، والدوحة لن تکون تحت الضغط لأن ادارة ترامب راحلة، وبالتالی لن یستطیع ترامب معاقبة قطر بأی شکل من الاشکال، وحتى یأتی بایدن لکل حادث حدیث.