بالتزامن مع ذكرى استشهاده الخامسة.. مقتطفات من حياة الشيخ النمر
تمر الذكرى السنوية الخامسة لارتكاب النظام السعودي جريمة قتل الشيخ المجاهد الشيخ نمر باقر النمر في 2 كانون الثاني يناير 2016 وككل عام تطلق شعارات لإحياء الذكرى وإحياء مسيرة الشيخ النمر، وبهذه المناسبة نستعرض مقتطفات من سيرته الذاتية والجهادية.
ولد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر بمنطقة العوامية -وهي إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية- عام 1379 هـ، 1959م من أسرة مرموقة في المنطقة، برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم الشيخ محمد بن ناصر آل نمر (قده).
بدأ الشهيد النمر دراسته النظامية في مدينة العوامية إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلباً للعلوم الدينية الشرعية في عام 1399 -1400 هـ،ومن ثم هاجر إلى منطقة السيدة زينب (ع) قرب دمشق في سوريا لاكمال دراساته الحوزوية.
وعرف عن الشيخ الجد والاجتهاد والنشاط والمثابرة والإيمان العميق وقد شهد له الجميع ممن عرفه ودرس معه بأن فاق أقرانه ومع أن الشيخ لا يجامل على حساب الدين والمبدأ فهو شجاع وصريح ولا يخش في الله لوم لائم ويدافع عن الحق بكل قوة إلا أنه لم يحمل في قلبه أي حقد لأحد من الناس على الإطلاق ولذلك يعد الشيخ مضرب المثل في طهارة النفس وسموها ورفعتها.
أنجز الشهيد عددا كبيرا من المشاريع التي أثر بها الساحة المحلية والإقليمية بالذات، وكان لبعضها تأثيراً ملحوظاً سواءً على المستوى الديني أو الفكري أو الاجتماعي أو السياسي؛ منها إقامة صلاة الجمعة عام 1424 هـ بمدينة العوامية، والتي انقطعت عن منطقة القطيف لسنوات طويلة تربو على الخمسين عاماً، وقد أثمر عودتها عن إقامتها في مدينتي صفوى وتاروت مباشرة، وبعد سنوات أقيمت كذلك في منطقة القطيف.
و سعى جاهداً لتفعيل دور المرأة في المنطقة، واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي، ابتداءً من المشاركة والحضور في صلاة الجماعة ومروراً بالمشاركة في البرامج الدينية المختلفة، ونجح في اشراك مجموعة من النسوة في إدارة بعض المشاريع الثقافية والتعليمية، حيث اكتسب عدد منهن على المحاضرة والكتابة والتأليف.
واقتيد الشيخ النمر اثناء اجتيازه جسر الملك فهد إلى المعتقل، اثر تقارير مكذوبة، وتعرض للاساءة بسبب مطالباته الدينية والمدنية منها تدريس المذهب الشيعي في المدارس، وبناء اضرحة البقيع، ومحاضراته الدينية والاجتماعية، واستمر اعتقاله قرابة أسبوع، ماأسفر عن خروج تظاهرات احتجاجية في العوامية ساهمت في اطلاق سراحه.
في عام 1429هـ استدعي إلى محافظة القطيف، ولما لم يتجاوب مع السلطة اودع في سجن بالدمام اثر رفضه التوقيع على تعهد بعدم إلقاء الخطب — وبالذات الجمعة- والدروس، ما أدى لاعتقاله في السجن الانفرادي بقرار من وزير الداخلية، أو التوقف عن إلقاء الخطب لكن اعتقاله لم يستمر أكثر من يوم وليلة.
اطلاق النار عليه واعتقاله:
استمرت السلطة بمضايقته وصنع الذرائع لاعتقاله بهدف التخلص منه نهائيا حيث اعتقل في يوليو/تموز 2012 عقب تأييده احتجاجات حاشدة اندلعت في فبراير/شباط 2011 في القطيف بالمنطقة الشرقية.
وأطلقت الشرطة النيران عليه ماأدى الى اصابته بجروح اثناء عملية الاعتقال وتذرعت وزارة الداخلية بمحاولته الهرب ومقاومة رجال الأمن.
وقالت تقارير إن الشرطة أطلقت عليه أربعة أعيرة نارية أثناء مطاردة سيارته في منطقة القطيف بالمنطقة الشرقية.
قرار السلطة باعدام الشيخ النمر:
انتقد النمر عام 2012 تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وقتها وليا للعهد، بعد وفاة ولي العهد السابق نايف بن عبد العزيز، واعتقل النمر في الثامن من يوليو/ تموز 2012 وحكم عليه بالإعدام يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
وبعد تولي سلمان آل سعود السلطة في السعودية عقب وفاة شقيقه عبد الله شددت السلطة ضغوطها على اتباع اهل البيت (ع) في مدن البلاد لاسيما في المنطقة الشرقية حيث اصدرت مجموعة من قرارات السجن والاعدام بحق المعارضين.
وفي 2 كانون الثاني/ يناير 2016 نفذت السلطات قرار اعدام الشيخ النمر.
وبعد تنفيذ حكم الاعدام انطلقت المسيرات الاحتجاجية في بلدان المنطقة والعالم احتجاجا على الحكم الجائر بحق عالم ديني كبير لالذنب سوى ممارسته حقه المدني المشروع في بيان مطالب المسلمين الشيعة في المنطقة الشرقية وغيرها من مدن البلاد.
ولم تسلم السلطات جثمانه الطاهر الى ذويه كما عمدت الى اخفاء قبره خوفا من تحوله الى مركز للاحتجاجات ضد اسرة آل سعود الظالمة والجاثمة على ارض الجزيرة منذ اكثر من سبعين عاما والتي تحكم شعبها وفق تقاليد الانظمة الاقطاعية البائدة في العصور الوسطى المظلمة.