غریفیث یبیع الأوهام ویذر الرماد فی العیون... ماذا عن معاناة الیمنیین التی یراها الأعمى؟

 تستمر التطورات المیدانیة داخل الساحة الیمنیة فی جذب انتباه العدید المحللین السیاسیین ونشطاء حقوق الإنسان، على الرغم من مرور 5 سنوات ونصف منذ بدایة غزو تحالف العدوان السعودی لهذا البلد الفقیر وارتکابه للکثیر من المجازر فی حق أبناء الشعب الیمنی وفرضه حصاراً بریاً وبحریاً وجویاً جائراً على جمیع المدن والمحافظات الیمنیة. وترتبط أهم التطورات الأخیرة فی البلاد بتفاقم الأزمة الإنسانیة وانتشار العدید من الامراض والاوبئة، حیث صرح مسؤولو اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر بأن أکثر من نصف الیمنیین بحاجة إلى معونات غذائیة من أجل البقاء على قید الحیاة. وأضافت اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر، إن 66 فی المئة من الیمنیین لا یجدون أی طعام یأکلونه و 11 فی المئة یعانون من سوء التغذیة الحاد. وحول هذا السیاق، انتقد رئیس الوفد الوطنی المفاوض "محمد عبدالسلام"، المبعوث الأممی الى الیمن "مارتن غریفیث"، متهما إیاه بالتغطیة على استمرار العدوان والحصار ومعاناة أبناء الشعب الیمنی. وکتب "عبدالسلام" فی تغریدة له على "تویتر": ینشغل المبعوث الأممی بالشکلیات والزیارات فارغة المحتوى للتغطیة على استمرار العدوان والحصار". وأضاف: "یتجاهل غریفیث المعاناة الإنسانیة الکبرى التی یعانی منها کل أبناء الشعب الیمنی المتمثل بالحصار وأغلاق الموانئ والمطارات". ولفت المتحدث باسم أنصار الله الأستاذ "محمد عبدالسلام" أن المبعوث الأممی إلى الیمن "مارتن غریفیث" یفتقد للرؤیة أو الإطار السیاسی وأنه عاجز عن عقد جولة مشاورات جدیدة. وأکد "عبد السلام" فی حوار صحفی أن نشاط المبعوث الأممی لا یزال یأتی فی إطار الکلام وتبادل النقاش وتقدیم الوعود، مشیراً إلى أن الحدیث عن قضایا جزئیة تحت عنوان خطوات بناء الثقة تعد ذراً للرماد فی العیون. وقال رئیس الوفد الوطنی المفاوض، إن "المبعوث الاممی ارتکب وبکل أسف خطأ کبیراً عندما دعم تأخیر القرار الداعی لوقف العدوان على الیمن، حسب ما بلغنا، إذ کان القرار سیمثل دعما لتحرکه".وأضاف إن الوفد الوطنی یرى أن الحوار السیاسی هو الحل الذی یجب أن یتوجه إلیه الجمیع وهو ما یجب أن یدعمه مجلس الأمن الذی مثل قراره 2216 غطاءً للعدوان لخمس سنوات ونصف. وأکد "عبدالسلام" أنه وفی حال قدم المبعوث غریفیث مشروعاً منطقیاً وعملیاً للحوار السیاسی الشامل فالوفد الوطنی جاهز للمشارکة. وأکد أنه لا معنى لحوار والطرف الآخر یطلب منک تحقیق ما لم یستطع تحقیقه بالعدوان العسکری والتدمیر والحصار وغیر قابل للشراکة والتفاهم وما یزال یرى فی استمرار الحرب والعدوان على الیمن مصلحة سیاسیة له من أجل أن یبقى فی شرعیة ولو على دماء الملایین من أبناء الشعب الیمنی ومعاناتهم. وکانت مصادر سیاسیة قد قالت ان غریفیث لم یحقق أی نتائج من زیارته الاخیرة الى الریاض او عدن , وان الزیارة اقتصرت على الدعم المعنوی لحکومة میلیشیا الإصلاح والانتقالی الجدیدة . ومن جانبه، دعا عضو الوفد الوطنی "عبد الملک العجری" الأمم المتحدة قبل عدة أیام إلى تبنی موقف واضح تجاه موضوع الحصار والعدوان، وإلا فإنها بجهودها الروتینیة تبیع الوهم للعالم وتعمل على ذر الرماد فی العیون. وقال "العجری" فی تصریح له یوم أمس السبت، "لا نتوقع من الأمم المتحدة أن توقف العدوان على الیمن ولا نطلب المستحیل من المبعوث غریفیث"، لافتًا إلى أن استمرار الأمم المتحدة فی العمل الروتینی وتجاهل الحصار یجعلهم فی موقع المتهم بالتواطؤ مع دول العدوان. وتابع بقوله: "هناک ابتزاز من الأمم المتحدة عبر الملفات الإنسانیة فی المفاوضات کما تفعل قوى العدوان فی المعرکة العسکریة"، مؤکدًا على حرص الوفد الوطنی على التفاوض على دخول المشتقات النفطیة وألا تتوقف سواء توقفت الحرب أم لم تتوقف إضافة لما یتعلق بالمطار والمرتبات. وأشار إلى أنه عندما کان البنک المرکزی فی صنعاء استمر دفع المرتبات للموظفین، أما الیوم فهو متوقف ولا یجوز استخدام هذه الورقة کوسیلة لمعاقبة الشعب الیمنی، مشیرًا إلى أن دول العدوان تتحمل مسؤولیة الجرائم والحصار والأمم المتحدة بصمتها تصبح شریکة لدول العدوان. وکشف "العجری" عن تماهی الأمم المتحدة مع تحالف العدوان قائلا: "إنه عندما یسقط صاروخ على الریاض تقول هذا فعل یعطل السلام"، متسائلًا "ألا یعتبر حصار 20 ملیون مواطن یمنی تعطیلا للسلام؟". ومن جانبه، أکد وکیل وزارة الإعلام "نصر الدین عامر"، أن الأمم المتحدة منذ بدایة العدوان منحازة بالکامل لدول العدوان نتیجة الهیمنة الأمریکیة على القرار الاممی. وقال "عامر"، أن "الموقف الأممی تجاه العدوان على الیمن، لم یعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحیة لمصلحة القاتل"، مشیراً الى أن المال السعودی والاماراتی یستلب القرار الأممی الى حد کبیر وهذا ورد على لسان الأمین العام السابق للأمم المتحدة بانکی مون الذی أزال السعودیة من قائمة العار لانتهاکات الأطفال بعد تهدیدات السعودیة بوقف التمویل للسعودیة وتمت ازالتها خلال أیام.ومن جهته أعرب عضو المجلس السیاسی الاعلى "محمد علی الحوثی"، قائلا: "الانجازات العسکریة الیمنیة ستستمر وستتصاعد حتى یتوقف العدوان ویرتفع الحصار وتتحرر کل الاراضی الیمنیة ویتوقف نهب الثروات الیمنیة ونحن بتوکلنا على الله بتنا قادرین بالفعل على وقف هذا العدوان ورفع الحصار وارغام المعتدین على ذلک". وأضاف، :"سنفاجئ دول العدوان بقدرات تتزاید مع الوقت وسیتفاجأ العالم بامتلاکنا سلاحاً لا یمتلکه أحد فی المنطقة"، موضحاً "أهدافنا تتسع فی السعودیة والإمارات ونختار منها ما یؤثر على النظام واستراتیجیته من دون المس بالمدنیین". ولفت إلى أن الإمارات مشمولة فی بنک الأهداف وهی الآن تتحسس رأسها. مؤکدا بأن "أی دولة تشارک فی العدوان یجب أن تقوم بحساباتها الآن فأدوات الصراع ستتغیر، وأی دولة تشارک فی العدوان هی ضمن أهدافنا". وتابع، "المعادلة التی أرسیناها هی بعد استنفاد الوسائل الدبلوماسیة"، ومؤکداً بالقول، "المعادلة التی أعلناها تحمل المسارین الدبلوماسی والعسکری"، ومشدداً على أن کل الاحتمالات العسکریة مفتوحة وهناک سلاح لدینا یتمیز بالمدى البعید والقدرة الکبیرة والتخفی. یأتی هذا فی ظل التحذیرات المتکررة التی أطلقها المتحدث باسم القوات المسلحة الیمنیة العمید "یحیى سریع" إلى الشارعین السعودی والإماراتی والشرکات الإقتصادیة بها بضرورة الابتعاد عن المطارات والمنشآت الحیویة والعسکریة کونها أًصبحت أهداف مشروعة للقوة الصاروخیة الیمنیة وسلاح الجو المسیر بعد إعلانه عن قائمة بثلاثمائة هدف استراتیجی على کامل امتداد الجغرافیا السعودیة والإماراتیة. إن ما یحدث فی الیمن من حصار اقتصادی من قبل دول تحالف العدوان بقیادة السعودیة لا یستهدف حکومة الانقاذ فی صنعاء بل یستهدف ترکیع الشعب الیمنی بعد عجز تحالف العدوان خلال الاعوام الماضیة عن الحسم العسکری، وما تشهده الیمن من حرب اقتصادیة بواسطة حکومة الاحتلال التابعة للفار هادی تأتی فی إطار نفس المخططات لدول العدوان ولعل أهمها قرار نقل البنک المرکزی من العاصمة صنعاء إلى عدن والسیطرة على موارد البلاد النفطیة والغازیة والعملة الیمنیة المطبوعة فی روسیا وغیرها من الانتهاکات یعد جرائم حرب إبادة تستهدف الإنسان الیمنی. کما أن الأمم المتحدة لم تهتم بالکارثة الانسانیة التی حلت بالشعب الیمنی نتیجة للحصار الاقتصادی المفروض على الیمن من دول تحالف العدوان بقیادة النظام السعودی وقد ثبت التواطؤ الدولی من خلال القرار الأخیر 2342 الذی أشار باستحیاء إلى القلق على الحالة الإنسانیة فی الیمن دون ان یدین السعودیة ودول التحالف التی تهدد امن الملاحة من خلال معارکها فی سواحل الیمن والتدمیر الممنهج لمیناء المخا وضرب مدینة الحدیدة ومینائها وکذلک منع السفن من الوصول الى میناء الحدیدة وهو المنفذ الوحید لحوالی 18 ملیون نسمة تحت حکم حکومة الانقاذ ، وللأسف تقوم الأمم المتحدة بالشحت من دول الخلیج والعالم باسم الیمن وقد طلبت سابقا 750 ملیون دولار سنویا بینما طلبت حالیا 2-1 ملیار دولار لتقدیم المساعدة الانسانیة لحوالی 20 ملیون یمنی ولم یلمس الیمنیون هذه المبالغ الکبیرة فی صرف دواء أو غذاء لهذا العدد من الیمنیین ویتم تسییس المنظمات العاملة مع الأمم المتحدة والمعروفة بانتمائها لأحزاب متحالفة مع دول العدوان .




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

الحوثی: سیکون هناک حملة تبرعات لدعم الشعب الفلسطینی

فی سیاق التنسیق مع حرکات المقاومة فی فلسطین، زعیم حرکة "أنصار الله" عبد الملک الحوثی یؤکد أن الحرکة ستبقى فی حالة استعداد تجاه کل الاحتمالات والتطورات فی فلسطین.

|

المَشّاط: ندعو إلى دعم المقاومة الفلسطینی لتحریر کل شبر من فلسطین

رئیس المجلس السیاسی الأعلى فی الیمن یشیر إلى أنه "ننظر بفخر واعتزاز لما یقوم به الأحرار المرابطون فی القدس من تصدٍّ للعدو الإسرائیلی".

|

انصار الله تبارک الرد العسکری للمقاومة الفلسطینیة ضد کیان الاحتلال

بارک الناطق باسم حرکة أنصارالله فی الیمن محمد عبد السلام عملیة الرد العسکری والصاروخی للمقاومة الفلسطینیة ضد الاحتلال الصهیونی.

|

"أنصار الله": ندعو أحرار العالم لنصرة الشعب الفلسطینی

حرکة أنصار الله فی الیمن تدین الاعتداءات الإسرائیلیة ضد الفلسطینیین فی القدس المحتلة، وتدعو إلى نصرتهم، وتجاوز المواقف بیانات التندید والشجب إلى دعم وإسناد المقاومة الفلسطینیة.

|