فی ظل العدوان الهمجیّ على الیمن.. هل یمنع الکونغرس الأمریکیّ بیع الأسلحة للسعودیة؟

بسبب الدور السعودیّ القذر فی الحرب على الیمن وتسبب الریاض بجرائم یندى لها الجبین بحق هذا البلد وشعبه، قدم الدیمقراطیون فی مجلس النواب الأمریکیّ قبل بضعة أیام، قرارات تعارض بیع إدارة الرئیس الأمریکیّ المنتهیة ولایته، دونالد ترامب، لقنابل دقیقة التوجیه بملایین الدولارات للسعودیة، وقد طُرحت هذه الإجراءات التی تعبر عن معارضة الکونغرس للصفقة من قبل عضو لجنة الشؤون الخارجیّة، النائب غریغوری میکس، حیث أوضح أنّه لا یوجد أیّ مبرر لقرار إدارة ترامب بالتعجل فی بیع آلاف القنابل للسعودیة، وخاصة بعد البیع الطارئ الزائف لحوالی 60 ألف ذخیرة، فی إشارة إلى الأسلحة الأمریکیّة التی قدمتها الإدارة الأمریکیّة للسعودیة عام 2019 بموجب ما یسمى "قانون الطوارئ". کارثة إنسانیّة مع اقتراب دخول العدوان السعودی على الشعب الیمنی عامه السادس بکل ما یحمله من جرائم ومجازر بشعة لم تستثن الأطفال والنساء والشیوخ وکوارث یندى لها جبین الإنسانیة وتجاوزات خطیرة للقوانین الدولیّة ما تسبب بأکبر کارثة إنسانیّة وفق المنظمات الدولیّة، أکّد النائب الدیمقراطیّ غریغوری میکس أنّ الأمم المتحدة قد وصفت الیمن بأنه یشهد أکبر أزمة إنسانیّة فی العالم، مشیراً إلى أن هذه الأزمة قد تفاقمت بسبب الأسلحة التی تبیعها الولایات المتحدة للسعودیة بشکل متهور. ویأتی هذا القرار المعارض لبیع أسلحة أمریکیّة للسعودیة بمشارکة النواب جیرالد کونولی، تید لیو، تید دوتش، باربرا لی، روخانا وجیمس ماجفرن، فی الوقت الذی تقترب فیه الذکرى السنویة الخامسة للعدوان على الیمن مع استمرار محاولات القوى المشارکة فی العدوان لإخضاع الشعب الیمنی لما تریده من إملاءات عبر الاستهداف المباشر لکل مکونات الیمن وارتکاب جرائم إنسانیّة تعامت عنها دول غربیّة أولها أمریکا ومنظمات دولیّة کبرى مقابل محسوبیات وصفقات ملطخة بدماء الیمنیین. ورغم تزاید حصیلة أرواح الیمنیین التی یحصدها ما یسمى التحالف العربیّ بقیادة الریاض، ومع تفاقم الکارثة الإنسانیة الناتجة عنه لتصبح الأسوأ فی القرن الحادی والعشرین، وافقت إدارة ترامب مؤخراً على بیع قنابل دقیقة التوجیه من صنع “بوینغ” بقیمة 290 ملیون دولار للسعودیة، وجاءت الموافقة بعد ضوء أخضر آخر لشرکة رایثون لبیع 7500 من قنابلها الذکیة بقیمة 478 ملیون دولار، فیما کانت مبیعات الأسلحة نقطة الخلاف الرئیسة بین البیت الأبیض والمشرعین من الحزبین الجمهوریّ والدیمقراطیّ بسبب الحرب على الیمن إضافة إلى جریمة تقطیع الصحافیّ السعودیّ المعروف، جمال خاشقجی، فی قنصلیة بلاده باسطنبول الترکیّة، وانتهاکات حقوق الإنسان فی البلاد. یشار إلى  أنّ الرئیس الأمریکی الجدید، جو بایدن، تلقى أواخر العام 2020 عریضةً موقعة من نحو 80 منظمة أمریکیّة، تناشده إنهاء الحرب على الیمن فی أقرب وقت ممکن، وقد ضمّت العریضة هیئات مناهضة للحرب، ولجان حقوقیّة، ومجموعات دینیّة، مذکِّرةً بتعهدات الرئیس السابقة لوضع حدٍ لتلک الحرب الشعواء، وطلب الموقعون من بایدن، وقف التعاون الاستخباراتیّ واللوجستیّ مع الریاض، ووقف بیع الأسلحة لها، وممارسة ضغوط على الحکومة السعودیّة لوقف قصفها الجویّ وانهاء حصارها للیمن إضافة إلى استئناف المساعدات الإنسانیّة الأمریکیّة للیمنیین. فرصة أمریکیّة خلال السنوات الماضیة لم تنجح إدارة ترامب باتخاذ خطوات سریعة لإحراز تقدم فی صفقة بیع قنابل موجهة کانت قد علقتها إدارة أوباما بسبب مخاوف من تسببها فی مقتل مدنیین فی الیمن، والتی تشمل ذخائر قیمتها أکثر من ملیار دولار وفق تقاریر إعلامیّة، إلى جانب المعدات العسکریّة، فیما یتم الحدیث عن وجود قنابل عنقودیّة (محرمة دولیّاً) ضمنها. وتتحدث بعض التحلیلات السیاسیّة، أنّ إدارة ترامب من خلال هذه الصفقة أعطت ولی العهد السعودیّ وزیر الدفاع، محمد بن سلمان، فرصة لإلقاء ثقل بلاده العسکریّ الکامل لمحاولة حسم الحرب فی الیمن لمصلحته بالقوة، ما زاد التوقعات أکثر حول التصعید المرتقب للهجمات السعودیة بعد حصولها على الأسلحة الجدیدة عن طریق القصف الوحشیّ لطائرات “عاصفة الحزم” لأهداف مدنیّة وعسکریّة فی الیمن النازف. وقد ادعى محمد بن سلمان، فی إحدى مقابلاته التلفزیونیّة سابقاً، أنّه قادر على حسم الحرب فی الیمن فی أیام معدودة، ولکنه لا یفعل ذلک خوفاً من سقوط الآلاف من الجنود السعودیین، وفتح بیوت عزاء فی مختلف أنحاء المملکة، وکذلک سقوط مدنیین یمنیین، ولذلک یفضل التأنی واللجوء إلى أسلوب "التقسیط المریح" فی القتل وعلى مدى عدة أشهر، والحقیقة أنّ ولی العهد لا یرید تشویه صورته القبیحة أکثر على المستوى الدولیّ، وخاصة أنّ المنظمات الدولیّة لم تترک کلمة تندید أو شجب أو دعوة إلا وقالتها، لإیقاف الجرائم السعودیة عل المستوى الداخلیّ والخارجیّ. وما ینبغی ذکره أنّ دونالد ترامب زار الریاض کـ "بائع أسلحة" وجالب للضرائب الدفاعیّة، وقد ابتز القیادات السعودیّة بأرقام فلکیّة من الملیارات، فیما کانت الخزائن السعودیة مفتوحة على مصراعیها أمامه، رغم سلسلة الإجرام المتواصلة التی یرتکبها حکام المملکة وسجلها الحقوقیّ الفاضح، وخاصة العدوان على الیمن الذی أظهر ارتکاب أبشع الجرائم بحق الیمنیّین من قبل حکام آل سعود، ناهیک عن أسلوب الحصار الخانق على الشعب الیمنیّ الأعزل الذی یعانی أسوأ ظروف صحیّة واقتصادیّة فی ظل انتشار فیروس کورونا المستجد.