محلل سياسي يكشف الخطة السياسية السعودية مع تل أبيب

لطالما مارست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً شديدة على المملكة العربية السعودية لتنضم إلى قافلة الدول العربية التي وقّعت اتفاقات من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن الرياض قد لا تقرّر المضي قدماً في هذه الخطوة، على الأقل ليس بعد. 

صحيحٌ أن الاتفاقات التي وُقِّعت مؤخراً بين "إسرائيل" وعددٍ من دول الخليج نالت تأييداً في صفوف وسائل إعلام سعودية وأمراء ورجال رسميين، ما يشي بتحوّل تدريجي ومستمر في مقاربة المملكة لهذه القضية. لا بدّ من الإشارة إلى أن العلاقات مع "إسرائيل" ستبقى دائماً رهينة حسابات العائلة المالكة السعودية لما يضمن صمود السلطة، وفي حال تم تطبيع العلاقات، فإن النظام السعودي سيكون مضطراً، في كل مرة يستخدم الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة ضدّ الفلسطينيين أو يحدث تغيير سياسي ما في فلسطين، إلى الرد وإن رمزياً على هكذا خطوات، نظراً إلى التعاطف الشعبي في السعودية مع القضية الفلسطينية. يسود اعتقادٌ في الرياض بأن العلاقات الجيدة مع "إسرائيل" سوف تؤدّي إلى تصويب الضرر الذي لحق مؤخراً بالعلاقات الأميركية-السعودية، لكن هناك أمور جديدة تطفو فجأة على السطح تغير مجرى الرياح. ولعل هذه الأمور تبقى دائماً في حسبان المملكة لذلك قد نراها تتمهل بإعلان التطبيع، إذ أعلن مؤخراً موقع "إيلاف"، أن السعودية تعاقب كيان الاحتلال، بعد تسريب لقاء "محمد بن سلمان" ببنيامين نتنياهو، وذلك عن طريق وقف الاتصالات السرية والتنسيق الأمني عن طريق الأمريكيين. الموقع المذكور نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "الأوضاع مع السعودية الآن غير ما كانت سابقا، فالسعوديون يقاطعون الإسرائيليين تماما، ولا يردون على اتصالاتهم وحتى الاتصالات غير المباشرة عن طريق الأمريكيين توقفت تماما بسبب تسريب مكتب نتنياهو لمزاعم عن لقاء جمعه مع بن سلمان في مدينة نيوم على البحر الأحمر"، إلا أنه عاد وأكد أن السعوديين سيجدون الوقت المناسب لإقامة علاقات علنية مع "إسرائيل". عدا عن ذلك، فإنه لأمرٌ مفهوم أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" تريدان إضفاء طابع رسمي على الاعتراف السعودي بـ"حق "الإسرائيليين" في أن تكون "لهم أرضهم“، فالسعوديين، بحسب قول ترامب نفسه "نافذون، يتمتعون بقوة حقيقية بسبب آثارهم الدينية"، ولكن السياسات التي تنتهجها الأطراف الثلاث راهناً قد تتسبب بفقدان السعودية النفوذ الاستثنائي الذي تتمتع به في العالم الإسلامي بحكم مكانتها هذه. وفي ظل وجود منافسين حقيقين للسعودية في الساحة هما الإمارات وتركيا، فليس من المجدي نفعاً المخاطرة بإعلان التطبيع اليوم والمجازفة في هذا الوقت الحرج بالنسبة لها ، بما بقي للمملكة من مكانة في العالم الإسلامي.




محتوى ذات صلة

كيف سيؤثر تمديد حظر ألمانيا تصدير الأسلحة لـ السعودية و الإمارات ؟

بعد أن مددت الحكومة الألمانية الحظر المفروض على تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات حتى نهاية عام 2021، وشددت من القيود المصاحبة للحظر، ورغم ذلك تستمر الحرب على اليمن، يطرح سؤال مفاده: كيف سيؤثر تمديد حظر المانيا تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات؟

|

السعودية تغرق في الرمال اليمنية..الاستنجاد بالقوات البريطانية لحماية المنشآت النفطية

تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" خلال الفترة الماضية من توجيه العديد من الضربات الموجعة لخاصرة تحالف العدوان السعودي ومرتزقته من قوات الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي". ...

|

من هم مرتزقة “الدرع الأسود... ذراع الامارات "القذرة"

إسطنبول- إحسان الفقيه:   بين مواطنيها وهم نحو 2.7 مليون نسمة، لا تمتلك دولة الإمارات عددا كافيا من المجندين لخوض صراعاتها وحروبها الخارجية وتعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في المنطقة، لذا تستعين ...

|