توتر اسرائیلی -أمریکی.. الأسباب والتداعیات

الجمیع على اطلاع أن کیان العدو الاسرائیلی هو قاعدة متقدمة للولایات المتحدة الأمریکیة، وهی تمثل أکبر خدمة لها، منذ انتهاء الحرب العالمیة الثانیة، فقد استطاعت واشنطن من خلال الکیان الاسرائیلی، ابقاء المنطقة فی حالة حرب دائمة بدعم أمریکی مطلق ومیزانیة مفتوحة لتمویل ای حرب قد تشنها اسرائیل على ای دولة عربیة، ولا تزال اسرائیل تؤدی نفس الغرض للولایات المتحدة، ولکن یجب القول أنه عندما تتغیر توجهات واشنطن لن تکون العلاقة مع اسرائیل کما هی علیها الیوم، وهذا الأمر سیحصل عاجلا أم آجلاً، وحینها ستظهر الخلافات بینهما للعلن، ولا نستبعد أن یصبحوا اعداءاً فی المستقبل، فهذا العالم لایعرف الثبات. حالیاً هناک خلاف وتوتر بین الولایات المتحدة الامریکیة واسرائیل، فیما یخص عالم الطیران، حیث تحدثت وسائل الإعلام العبریة عن خلافات أمریکیة إسرائیلیة، قد تتسبب فی منع هبوط طائرات الاحتلال فی المطارات الأمریکیة. اسرائیل ستحاول جهدها لمنع حدوث ذلک، لأن هذا الأمر سیکون له أبعاد سیاسیة، وادارة بنیامین نتنیاهو لا ترید أن یمس العلاقة أی سوء، وخاصة ان جو بایدن حدیث العهد، ولا یرید نتنیاهو ان یحصل ای توتر معه، حث یبحث نتنیاهو عن تهدئة الأجواء، لمصلحته الشخصیة، على المستوى الأول، فهو مهدد بأی لحظة بأن یدخل السجن أو یخسر الانتخابات المقبلة، على خلفیة قضایا الفساد المتورط بها، والسبب الثانی أن نتنیاهو یرید ان یحقق مکاسب للشعب الاسرائیلی، من خلال اتمام صفقة القرن لمصلحة اسرائیل والسیطرة على اکبر قدر ممکن من الاراضی الفلسطینیة ومصادرتها. أما حول الخلاف الجدید وأسبابه، فقد قال مسؤول إسرائیلی إن منع شرکات الطیران الأمریکیة من تسییر رحلات الرکاب إلى مطار بن غوریون سینتهی بمجرد فتح المطار. ووفق "سی إن إن" فقد أکد مسؤول إسرائیلی مطلع على الشکوى التی تقدمت بها الولایات المتحدة، أن قرار منع الرکاب على الناقلات الأمریکیة لا یهدف إلى الإضرار بتلک الخطوط، مؤکدا أنها کانت محاولة لاحتواء انتشار فیروس کورونا. وأضاف المسؤول أن الشکوى تجری مناقشتها بین مسؤولی المواصلات، وأن القضیة ستنتهی فی اللحظة التی تعید فیها إسرائیل فتح مطارها. ووفقا لتصریحات المسؤول الإسرائیلی فإن الشکوى جاءت نتیجة لإغلاق مطار بن غوریون الدولی، والذی سمحت فیه إسرائیل لشرکة طیران العال الإسرائیلیة بنقل رکابها، لکنها منعت شرکات الطیران الأمریکیة من فعل الشیء نفسه. ویوم السبت کشفت صحیفة "إسرائیل الیوم" عن قرار الإدارة الأمریکیة بمنع طائرات شرکة العال "الإسرائیلیة" الهبوط فی مطارات الولایات المتحدة فی حال واصلت حکومة الإحتلال سیاستها بمنع الشرکات الأمریکیة الهبوط فی مطار "بن غوریون". ووفق التقاریر التی نشرتها وسائل الإعلام الأمریکیة فإن إدارة بایدن قد حذرت "إسرائیل" من استمرارها فی منع الطائرات الأمریکیة من تفعیل رحلات جویة إلى فلسطین المحتلة حتى نهایة الأسبوع الحالی. وأشارت المصادر إلى ان وزارة مواصلات الإحتلال الاسرائیلی ستعقد الیوم جلسة طارئة لمناقشة کیفیة التعامل مع القرار الأمریکی وإعادة دراسة قرارها إغلاق مطار "بن غوریون" أمام الرحلات الجویة للحد من انتشار أزمة کورونا، کما أن هناک خشیة من قیام دول أخرى القیام بخطوة احتجاجیة مماثلة. وقد تقدمت وزارة النقل الأمریکیة بشکوى إلى إسرائیل بشأن المعاملة غیر العادلة لشرکات الطیران. وأغلقت إسرائیل مطارها أمام جمیع حرکة المرور تقریبًا أواخر کانون الثانی الماضی، فی محاولة لإبطاء انتشار  کورونا،، وقد تم تمدید الإغلاق، الذی کان من المقرر أن یستمر لمدة أسبوع فقط، حتى 20 شباط الجاری، مع إمکانیة  تمدیده مرة أخرى. وسمحت السلطات فی إسرائیل لشرکة العال بتشغیل رحلات محدودة مع خدمة رکاب محدودة، لکن شرکات الطیران الأمریکیة التی تطیر إلى إسرائیل، مثل یونایتد ودلتا، لم تتمکن من تشغیل رحلاتها إلا کخدمة شحن. وصرح متحدث باسم شرکة دلتا ایرلاینز بأن "دلتا لا تقوم حالیًا بتشغیل خدمات نقل الرکاب بین إسرائیل والولایات المتحدة بسبب القیود الحکومیة المستمرة. وقد رفضت الحکومة الإسرائیلیة طلب دلتا للحصول على إذن بتشغیل رحلات جویة لإعادة الأشخاص فی کلا الاتجاهین". وقالت متحدثة باسم یونایتد إن الشرکة تدیر رحلات منتظمة منتظمة إلى تل أبیب من نیوارک وسان فرانسیسکو ، ولکن فقط کخدمة شحن. یشار إلى أن الاختلاف فی العملیات قد یکون میزة غیر عادلة لشرکة العال، وانتهاکًا لاتفاقیة الأجواء المفتوحة لعام 2010 بین البلدین، والتی تنص على أنه "یجب على کل طرف إتاحة فرصة عادلة ومتساویة لشرکات الطیران لکلا الطرفین للتنافس فی توفیر یخضع النقل الجوی الدولی لهذه الاتفاقیة ". مسؤول اسرائیلی أشار إلى أن اتصالات تجری حالیا بین مسؤولین فی مکاتب الشرکات فی البلدین، لکن القضیة ستنتهی تلقائیا عندما تعید إسرائیل فتح مطار بن غوریون، فی هذه الاثناء تلوح الولایات المتحدة بمنع الطائرات الاسرائیلیة من الهبوط فی مطاراتها اذا لم تجد حلا سریعا لهذه الأزمة. هذا وتم تقدیم شکوى الشرکات الأمریکیة کإجراء رسمی لدى وزارة النقل فی واشنطن بهدف معالجة "الممارسات المعیقة للمنافسة"، وتم البدء فیها بعد أن قررت الوزارة أن الحکومة الأجنبیة "اتخذت إجراءً عطّل أو قیّد أو رفض تشغیل او حرم شرکة طیران أمریکیة من حقوقها". وفقًا للتقریر، یمکن أن یتطور هذا الإجراء لاحقًا إلى إجراء عقابی یمکن من خلاله تقیید نشاط شرکة الطیران الإسرائیلیة فی مطارات الولایات المتحدة، لکن CNN أکدت أن الإجراء ینتهی عادةً بحل وسط ولا ینطوی على مثل هذه الإجراءات العقابیة، التی تتطلب موافقة الرئیس.