بن سلمان و حقوق المرأة فی السعودیة
أفرجت السلطات السعودیة الیوم الأربعاء عن الناشطة لجین الهذلول بعد سجنها لمدة ثلاث سنوات تقریباً لإدانتها من قبل المحکمة الجزائیة المتخصصة فی الریاض فی ینایر بـالتحریض على تغییر النظام وخدمة أطراف خارجیة، وصدر بحقها حکم بالسجن لمدة 5 أعوام و8 أشهر مع وقف التنفیذ لعامین و10 أشهر من العقوبة، ومهدت حینها بأن موعد الإفراج عنها سیکون بعد نحو شهرین.
وأعلنت شقیقتها علیاء الهذلول الخبر من خلال صفحتها على موقع للتواصل الاجتماعی، ذاکرة أنه بعد حملات متکررة لإطلاق سراحها خرجت لجین إلى الحریة، وکان من المفترض أن یفرج عنها الخمیس، ونشرت الصورة الأولى لـ لجین من المنزل وکتبت : "بعد 1001 یوم فی السجن، لجین فی المنزل".
وظهرت لجین وقد خسرت الکثیر من وزنها، لکنها زینت وجهها ابتسامة عریضة، إذ کانت اعتقلت الهذلول لأول مرة، عام 2014، بعد محاولتها دخول السعودیة عبر منفذ بری مع الإمارات، لکنها لم تبق فی الحبس سوى شهرین، بینما جاء اعتقالها الثانی قبل أسابیع من السماح للمرأة بقیادة السیارة فی المملکة الخلیجیة الغنیة، عام 2018.
الهذلول فی سطور:
لجین الهذلول من بین الناشطات السعودیان المدافعات عن حقوق المرأة ونشطت لمدة طویلة ضد الحظر الذی کان مفروضًا على قیادة المرأة السعودیة للسیارة والذی انتهى قبل عامین لکنها سجنت مع أخریات بتهمة التآمر مع "کیانات معادیة".
ولجین من أبناء منطقة القصیم وهی واحدة من أکثر المناطق محافظة من الناحیة الاجتماعیة لکنها تنتمی إلى أسرة متحررة اجتماعیا وقد أمضت سنوات عدیدة من طفولتها فی فرنسا.
ووالدها ضابط فی البحریة الملکیة السعودیة ووقف إلى جانبها فی حملتها للمطالبة بحق المرأة فی قیادة السیارة وقام بتصویرها عندما قادت السیارة لأول مرة.
وترکت لجین دراستها الجامعیة فی کندا وعادت الى السعودیة للانضمام الى الحملة المطالبة برفع الحظر عن قیادة المرأة للسیارةـ وفی عام 2014، اشتهرت لجین على وسائل التواصل الاجتماعی بعد محاولتها القیادة عبر الحدود السعودیة الإماراتیة.
تحرش وعنف
وتعرضت لجین للاعتقال لشهرین ونصف بسبب مواقفها المناصرة لقضایا المرأة السعودیة، ثم أطلق سراحها بعفو ملکی، وفی شهر مارس 2018، اعتقلتها السلطات الإماراتیة، وسلمتها إلى السعودیة، حیث قضت عدة أیام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هی وزوجها وکل عائلتها من مغادرة البلاد، کما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبکات التواصل الاجتماعی.
وفی 18 مایو 2018 ألقی القبض على لجین، حیث قالت وکالة الأنباء السعودیة الرسمیة، إنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبیة مشبوهة وکانت لجین من ضمنهم. وتقول جماعات حقوقیة إن الهذلول، تعرضت للحبس الانفرادی لأشهر وانتهاکات تشمل التحرش الجنسی، وهو ما نفته السلطات السعودیة.
وقالت أسرة الهذلول فی أغسطس 2019 إن ابنتهم رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بیان مصور بالفیدیو تنفی فیه تعرضها للتعذیب أثناء احتجازها.
وقال أشقاء الهذلول إن سعود القحطانی، وهو مستشار بارز لولی العهد الأمیر محمد بن سلمان قیل إنه متورط فی قتل خاشقجی، کان حاضرًا خلال بعض جلسات التعذیب وهددها بالاغتصاب والقتل، وقال المدعی العام السعودی، عقب انتشار تلک الاتهامات، إنَّ مکتبه حقّق فی تلک المزاعم وخلص إلى أنَّها غیر صحیحة.
وبدأت محاکمة الهذلول فی مارس 2019 بعد نحو عام من توقیفها، وکانت تحاکم فی البدایة أمام المحکمة الجزائیة، لکن تقرّر لاحقا تحویل قضیتها إلى المحکمة الجزائیة المتخصّصة التی تأسست فی العام 2008 للنظر فی قضایا مرتبطة بمکافحة الإرهاب.
وبعد صدور قرار السماح للمرأة السعودیة بقیادة السیارة، بدأت لجین فی تکریس جهودها للدفاع عن حقوق المرأة الأخرى مثل قانون ولایة الرجل على المرأة، وهو القانون الذی تم تعدیله بالفعل.
انفراجة وغزل
وتأتی خطوة الإفراج عن الناشطة الحقوقیة بعد أیام قلیلة من إطلاق السلطات السعودیة سراح معتقلین سعودیین یحملان الجنسیة الأمریکیة، فی خطوة لقیت ترحیبا من الولایات المتحدة، وأظهرت السعودیة توجها لحلحلة أحد أکثر الملفات تعقیدا وإثارة للجدل، مع قدوم إدارة أمریکیة جدیدة تضع فی سلم أولویاتها ملف حقوق الإنسان، حیث کان اعتقال الهذلول ومحاکمتها قد خلّفا انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولی والمنظمات الحقوقیة، ویرى مراقبون أنَّ الإفراج عنها یشکل خطوة إیجابیة، ستنعکس على صورة المملکة أمام العالم وهی الشغل الشاغل لولی العهد الآن.