في ذكرى العاشرة من الثورة البحرينية..

مضت عشر سنوات على الحركة الاحتجاجية التي قامت في البحرين في سياق “الربيع العربي”، لم تخمد النيران ولم تنته انتفاضة النفوس، فالجراح عميقة، ولا فسحة بعد للمعارضة.

مرّت 10 أعوام على انتفاضة البحرين في فبراير/شباط 2011، تظاهر عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدن وبلدات في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على قبضة عائلة آل خليفة الحاكمة على السلطة، والتمييز الطائفي بين السكان في البلاد، واعتقالات النقاد السياسيين. انتهت انتفاضة 2011 التي ألهمتها ثورات اجتاحت المنطقة، بقمع دام للمتظاهرين وغالبيتهم من طائفة معينة فيما كانوا يطالبون بحكومة منتخبة. وهاجمت السلطات الحراك واعتبرته مخطط إيراني، وحظرت أحزاب معارضة وساقت مدنيين أمام محاكم عسكرية وسجنت عشرات النشطاء السياسيين السلميين، ما تلته انتقادات دولية حادة، ولا يظهر أن الكثير تغيّر في الذكرى العاشرة لاندلاع الحراك. مع هبّات الربيع العربي انتفض البحارنة من جديد، بما أنّ أرضيتهم خصبة، وكانت بوادر هذه الانتفاضة قد بدأت بالظهور قُبيل الربيع بأشهر، حين ضيقت السلطات على المعارضين. قُمعت انتفاضة البحرين بعد تدخل عسكري خليجي، وخصوصاً سعودي، الذي وجد في الحراك تهديداً لعروشه، وثغرة لولوج إيران إلى ربوعه، بما أن غالبية المنتفضين من طائفة معينة. وتواصلت الحملة الأمنية شهراً تلو شهر، استُخدمت أبشع أنواع الانتهاكات، من القتل والاعتقال والإهانة والتضييق والفصل من الوظائف والتعذيب، واستخدمت الورقة الطائفية بفنّ وبراعة لخلق الشرخ الأهلي، ثم بث الفرقة بين الجمعيات السياسية المعارضة لوهلة.  ومن الأمثلة على ذلك قضية نبيل رجب، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين والعضو في اللجنة الاستشارية لهيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط، الذي ظل في السجن منذ يوليو/تموز 2016 بسبب انتقاده السلمي لسجل البحرين الكئيب في مجال حقوق الإنسان. وتواصلت المسيرات ، وانتشر أبناء البحرين في مختلف أرجاء المعمورة لإيصال أصوات أقرانهم في ظل حصار أمني وإعلامي ودولي، نجحوا في إجبار النظام على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وبيّنوا الظلم الذي لحق بهم، وعرّوا النظام وصمت المجتمع العربي والدولي، الذي رفض انتفاضتهم من منطلق طائفي. لكن في السنوات التالية، تفاقمت أزمة حقوق الإنسان في البحرين، أظهرت السلطات سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أي فكر سياسي حر ومستقل، وسجنت أو نفَت أو أجبرت على الصمت أي شخص ينتقد الحكومة. واليوم، ومع الذكرى العاشرة للانتفاضة، ليس في البحرين سوى السخط العام والإحباط واليقين أن لا مستقبل ينتظر أبناء هذا البلد، هذا ما ستجده مطروحاً في كل مجمع ومحفل وكل حوار يدور في البيت والشارع، لم يعد خطاباً مقصوراً على المحسوبين على المعارضة، واقع ناتج عن صرخات تدوي بما وصل إليه حال البلاد من فساد وغلاء معيشة وضرائب وتجنيس سياسي عشوائي وتفضيل الأجنبي وعدم تقدير البحريني، وهذا الفساد هو ما طالبت الأصوات الوطنية بإصلاحه منذ 10 سنوات.




محتوى ذات صلة

تحرک واسع فی الکونغرس للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السیاسیین بالبحرین

یشهد الکونغرس الأمریکی تحرکا واسعا للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السیاسیین فی البحرین، وإثارة القلق حیال السجناء الذین یعانون من أمراض مزمنة کقائد المعارضة البارز حسن مشیمع المحکوم بالمؤبد، هذا وسط دعوة الإدارة الأمریکیة الجدیدة لممارسة الضغوط الحقیقیة على البحرین للکف ...

|

البحرین .. مسیرات حاشدة فی یوم القدس العالمی

شهدت مناطق مختلفة فی البحرین منها العاصمة المنامة أمس الجمعة، مسیرات حاشدة بمناسبة یوم القدس العالمی، استجابة لدعوات قوى المعارضة البحرینیة للتضامن مع فلسطین ومدینة القدس التی تتعرض لهجمة صهیونیة شرسة.

|

ائتلاف شباب ثورة 14 فبرایر البحرینی: یوم القدس العالمیّ موعدٌ مرکزیّ لأحرار العالم مع فلسطین

اکد ائتلاف شباب ثورة 14 فبرایر فی البحرین، أن الموعد المقدسیّ فی یوم الجمعة الأخیر من الشهر الفضیل، وأفئدة العالم وأنظاره تتوحّد وتتوجّه إلى القدس المحتلّة، محمولة بالرجاء والدعاء بتحریر کلّ شبر من أرض فلسطین.

|

الشیخ قاسم: لإصلاح جذری فی البحرین وشعبنا مقاوم یعرف حقوقه

أکد آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم انه “لا بد من إصلاح جذری صادق ومتین یضمن استمراره فی البحرین”، وتابع ان “شعب البحرین مقاوم یعرف حدود حقوقه ومستعد للحوار ولا یصحّ أن یُطالب بالتسوّل والاستجداء والاسترحام”.

|

البحرین والکیان الإسرائیلی یتفقان على الاعتراف المتبادل بالتطعیم

توصلت البحرین والکیان الإسرائیلی، الیوم الخمیس، إلى اتفاق بشأن الاعتراف المتبادل بالتطعیم والجواز الأخضر، وتعد هذه الاتفاقیة الأولى من نوعها بین الجانبین.

|