"الإعلام المقاوم"
في عصرنا
الحالي

مهدي عزيزي   وكالة القدس للانباء(قدسنا) تعد وسائل الإعلام في عصرنا الحالي من أهم الأدوات لنقل المعلومات، وهي لهذا تؤدي دوراً فاعلاً في مسار الأحداث والمتغيرات الدولية. والإداء الصحيح للإعلام والذي لابد ان تكون العدالة ركيزته الأساسية، مساهم كثيراً في التوصل إلى حلول للكثير من الأزمات في العالم.   والسبب في الإزدواجية التي تنتهجها بعض الدوائر الإعلامية العالمية في التغطية الخبرية، خاصة تجاه الأخبار الخاصة بالشعوب الفقيرة والمظلومة، يعود إلى الصلات الوثيقة التي تربط تلك المؤسسات الإعلامية بالجهات المعنية بصيانة مصالح كبريات الشركات الرأسمالية وهي علاقة تترتب عليها ضغوط لصالح هذه الكارتيلات وللتعتيم الإعلامي على الشعوب الأخرى. وفي خضم هذا يلاحظ وجود قلة من المؤسسات الإعلامية الجادة ذات النهج التحرري تعمل على تغطية صادقة لأحداث العالم إلا أن ذلك غالباً ما يضيع صداه وسط الضجيج والصخب الإعلامي المضلل للمؤسسات المشبوهة والوثيقة الصلة بمراكز القوى في العالم. ورغم أن هذا الإعلام المأجور يسخر ما لديه من إمكانيات وطاقات لتضليل الرأي العام العالمي والإشادة بمراكز السلطة والنفوذ في العالم إلى جانب إستخدامه آليات مكشوفة لتحقيق إهدافه، وفي المقابل نجد بأن الطرف الآخر الذي يعمل على نشر المباديء الإخلاقية والإنسانية وفق نهج مستقل يتسم بالموضوعية، يفتقد لمثل تلك الآلية التي يملكها الإعلام المضلل.   ويتبلور هذا الضعف بشكل خاص في التغطية الإعلامية لأحداث منطقة الشرق الأوسط وما له صلة بمسلمي العالم. وما يدعو للاسف كثيراً هو غياب الترابط بين وسائل الإعلام المستقلة في ممارستها للعمل الإعلامي الهادف إلى إيصال نداءات إستغاثة الشعوب الفقيرة والتوّاقة للتحرر إلى أسماع العالم، في الوقت الذي تمارس فيه وسائل الإعلام المرتبطة بالقوى العظمى أساليب ملتوية وتعاريف محددة معدة مسبقاً لغرض تغيير المعادلات الدولية.     وقد تحول العمل الإعلامي في عالمنا المعاصر إلى أكثر من مجرد وسيلة لنقل المعلومة ليصبح وسيلة فاعلة ومؤثرة على الساحة الداخلية، إلى جانب مالها من تأثير في صنع الرأي العام العالمي. ويبرز هذا الأمر بوضوح وبالتحديد في نشاط وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية التابعة للحركة الصهيونية، والتي تمارس دوراً فاعلا ومؤثراً في إدارة الأزمات في العالم والمنطقة بصورة بما يصب في صالح الرأسماليين الصهاينة وهي في هذا الطريق تضرب عرض الحائط جميع المباديء والأخلاق المهنية وتسحقها.     ولابد لنا هنا من الإذعان بأن وسائل الإعلام المشبوهة والمرتبطة بالقوى السلطوية هي السبب في خلق الكثير مما يعانيه العالم من أزمات حالياً إذ تدير هذه الوسائل تلك الأزمات بنحو تتمخض عنه نتائج تصبّ في صالح جهات بعينها. وقد كان هذا وراء إرتفاع عدد القنوات الإعلامية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في خطة تهدف إلى التأثير على الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط.  ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن الوسيلة الإعلامية تحولت اليوم إلى قدرة يصعب تجاهلها، ويجب أن لا يغيب عن بالنا بأن الإعلام المرتبط بالقوى السلطوية، أو بعبارة أخرى وسائل الإعلام التي تمتلكها مراكز القوى الرأسمالية، بدأت تفقد بريقها وتضاءل تأثيرها.  ومما ينبغي القول بأن «قدرة الوسيلة باتت تفوق وسائل القدرة».